أسفر اجتماع لجنة الحريات العامة المنبثقة عن اتفاق المصالحة الفلسطينية، الذي عقد أمس الأول بالعاصمة المصرية القاهرة عن الاتفاق على ضمان حرية العمل السياسي لجميع الفصائل الفلسطينية دون تمييز مع إنهاء كل القضايا العالقة في مجال الحريات في موعد أقصاه نهاية جوان الحالي، وعقد الاجتماع برعاية المخابرات المصرية العامة وبحضور موسى أبو مرزوق القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعزام الأحمد القيادي بحركة التحرير الفلسطيني "فتح" وخالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية علما بأن الأخير هو منسق لجنة الحريات بالضفة الغربية والبطش هو منسقها في قطاع غزة، واتفق المجتمعون على أن يكون لجميع الفصائل الفلسطينية حق العمل السياسي بكل حرية ودون أي قيود أو مضايقات أمنية كما توافقوا على فتح المؤسسات المغلقة سواء في الضفة أو غزة مع وقف كل أشكال الاعتقال السياسي، وحسب مصادر مطلعة توصل الاجتماع أيضا إلى توافق فيما يتعلق بضمان حرية الرأي والصحافة ومن ذلك وقف غلق المؤسسات الإعلامية إضافة إلى التوافق حول ملف المفصولين من الوظائف العمومية في كل من الضفة وغزة كخطوات على الطريق نحو تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وجاء اجتماع أمس الأول تنفيذا للاتفاق الذي توصلت إليه فتح وحماس بالقاهرة في وقت سابق من الشهر الماضي ونص على جدول زمني لحل كل المشكلات العالقة في الملفات الخمسة للمصالحة وذلك في فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وقال مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي إن ما توصلت إليه لجنة الحريات يمثل خطوة مهمة تمهد لخطوات أكبر على طريق المصالحة خصوصا ما يتعلق بملفات تشكيل الحكومة المقبلة وإجراء الانتخابات سواء الرئاسية أو التشريعية أو انتخابات المجلس الوطني، في سياق آخر هاجم إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة في خطبة الجمعة أمس "خطة كيري" للسلام الاقتصادي بشده واعتبرها ضمن مشاريع تصفية القضية الفلسطينية مقابل المال السياسي الامريكى، وأضاف "يريدون من وراء هذه الخطة شطب الحقوق والثوابت الفلسطينية مقابل رغيف الخبز والعيش في ظل الاحتلال الإسرائيلي" مؤكدا رفضه الشديد لهذه الخطة التي تهدف إلى أن ينسى الشعب الفلسطيني التضحيات ودماء الشهداء والأسرى في سجون الاختلال، وتعتمد خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للسلام الاقتصادي التي أعلنها خلال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي انعقد في الأردن مؤخرا على ضخ استثمارات تقدر بنحو 4 مليارات دولار في أسواق الضفة الغربية، ووصف هنية الخطة بأنها تكرار ل"لفيلم المفاوضات المحروق" الذي عاشه الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من 20 عاما وكان محصلته "صفر" فيما ربحت إسرائيل بتوسيع الاستيطان وتأكيد احتلالها للأراضي الفلسطينية.