دعت النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين "الإنباف" إلى فرض عقوبات صارمة على المترشحين المتهمين بارتكاب الغش في امتحانات بكالوريا 2012-2013 المشتبه فيهم بمحاولات الغش في عدة مراكز الامتحانات. وطالب كل من المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني" الكناباست" والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست"، في بيان صادر لها، بتعيين لجنة للتحقيق وفرض عقوبات صارمة ضد المترشحين المتهمين بالغش والتهديد ومحاولة الاعتداء على الحراس. وتبعا لعدة تقارير أنشأت من طرف الأساتذة المشرفين على الحراسة تأكد وجود عدة تجاوزات في مختلف مراكز الامتحانات عبر مختلف ولايات الوطن وبالأخص في ولاية وهران، قسنطينة ، الجزائر العاصمة وميلة- حسب النقابات-. وتوعدت "السناباست" و "الكناباست" أنه في الأيام القليلة القادمة سيتم إرسال كل هؤلاء إلى وزارة التربية الوطنية، مؤكدة في السياق ذاته أن المترشحين المتهمين بالغش ستكون لهم عقوبات متفاوتة، حيث يمكن أن يتعرضوا للإقصاء وفقا للوائح. ومن خلال ما حصل هذا العام في امتحانات شهادة البكالوريا 2012-2013 من تجاوزات وغش جماعي في مادة الفلسفة لشعبة الآداب، أكد العديد من النقابيون أنه لأول مرة في تاريخ المنظومة التربوية تشهد الجزائر مثل هذه التصرفات. وعليه أوضح بدوره مزيان مريان المنسق الوطني ل "السناباست" أنه في إحدى مراكز الامتحانات بسطاوالي كان من المفترض أن يلغى امتحان مادة الفلسفة، وكل الطلبة المترشحين يتحصلون على صفر في المادة، مشيرا في هذا الإطار أن نقابته تعتزم في الأسبوع المقبل "عقد مؤتمر صحفي للعودة إلى هذه التجاوزات". فبالنسبة لمزيان مريان من المستحيل الحفاظ على السلم الاجتماعي على حساب المدرسة، أين يجب الحفاظ على النظام والارتباط- حسب المتحدث ذاته-. وواصل المنسق الوطني للنقابة قوله أن الأكثر خطورة في الأمر هو قيام طلبة شعبة الآداب المترشحين بمظاهرات في بعض المدارس ضد موضوع الفلسفة، بحكم أن الموضوع كان صعبا جدا عليهم، كما أكد مزيان في حديثه أنها حوادث وأحداث غير مشهودة من قبل في الجزائر، موضحا أن المترشحين قاموا بترك غرف الامتحانات للاحتجاج على موضوع مادة الفلسفة، مدعين أنه كان صعبا جدا عليهم وأنه لم يكن مدرجا في البرنامج، معتبرا المتحدث نفسه أن هذا الأمر ليس بالصحيح. واستنكر مسؤول "السناباست" ما قام به المترشحون المحتجون، بعدما استعملوا أسلحة بيضاء هددوا بها الحراس، مضيفا أن بعض الأساتذة المكلفين بالحراسة صوروا تلك التجاوزات والاعتداءات، وعليه فأن عدة فيديوهات أصبحت منتشرة ومتناقلة على مواقع التواصل الاجتماعي. ووصف مزيان مريان هذه التصرفات بأنه "غير مقبول" و "لا يطاق"، مبرزا في حديثه غضبه من مسؤولي بعض مراكز الامتحانات الذين سمحوا لهؤلاء الطلاب معاودة الالتحاق بمقاعدهم واستكمال ومواصلة الامتحان بعد مرور 20 دقيقة من مغادرة الأقسام. من جهته أكد نوار العربي المنسق الوطني ل "الكناباست" أن موظفين في إدارات التربية طالبوا من الطلاب العودة إلى مقاعدهم، مشيرا أنه بمجرد عودة الطلاب إلى قاعات الامتحان بدأوا يغشون على نطاق واسع، والبعض منهم غشوا بطريقة جماعية، مؤكدا المتحدث ذاته أن هذا الأمر الذي جعل النقابتين تندد على هذا الوضع الذي آل إليه امتحان شهادة الباكالوريا لهذه السنة. وتساءل العربي عما إذا كانت هذه التصرفات مرتبطة بأفعال سياسية أم بأفعال فردية؟ وقال في السياق ذاته أن هذه التجاوزات تظهر وجود سياسة الإفلات من العقاب التي تعرفها المدرسة اليوم، مشددا في حديثه على التهميش الذي يتعرض له الأساتذة داخل الثانويات والطلاب يفعلون ما يشاءون طوال السنة الدارسية وعليه فإن سلطة المعلم غابت بقوة، مرجعا السبب إلى عدم احترام قرارات مجالس الأقسام، فمثلا عندما يتم طرد أحد التلاميذ تقوم مديريات التعليم بتحويله إلى مؤسسة تربوية أخرى.