شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس على تمسكه بمواقفه إزاء التظاهرات وأسلوبه في التعاطي مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد وتطالب بتنحيه عن السلطة. وقال أردوغان خلال كلمة أمام كتلة حزبه بالبرلمان التركي أنه لن يغير موقفه من المشروع الذي يعتزم بناءه في ساحة تقسيم وساحة غازي، وأضاف بأنه لن يرفض رأي الآخر وسيستمع إلى الأصوات المعارضة لكنه لن يسمح بان تتحول الاحتجاجات إلى مطالب غير شرعية، واتهم بعض الأطراف السياسية في تركيا بالترويج للعنف في البلاد وأضاف أن البعض أراد من وراء هذه التظاهرات استهداف الاقتصاد التركي والاضرار به، وأشار رئيس الوزراء التركي إلى قيام بعض المحتجين بإحراق المحال التجارية والسيارات الحكومية وارتكابهم لأعمال وصفها بالفوضوية مشددا على عدم السماح باستهداف أمن واستقرار تركيا، كما شكك بسلمية المظاهرات ومواقفها المدافعة عن البيئة واتهم بعض الاطراف التي اعتبر أنها لم تجد طريقا لها إلى صناديق الاقتراع بمحاولة خلق بعض الطرق البديلة للوصول إلى الحكم مشيرا الى محاولات البعض لاقتحام مكتب رئيس الوزراء تحت اسم الدفاع عن البيئة حسب قوله وطالب اردوغان الشرطة بعدم السماح للمتظاهرين برفع شعاراتهم غير القانونية مضيفا أن "شعارات المتظاهرين تهدف إلى خلق جو نزاع في تركيا وزعزعة الإستقرار في البلاد" حسب زعمه، في السياق أقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن التظاهرات التي تهز تركيا أسفرت عن سقوط أربعة قتلى هم ثلاثة متظاهرين وشرطي، ودافع عن تصدى الشرطة للمتظاهرين في ميدان تقسيم بإسطنبول، معربا في خطابه أمام نواب حزبه العدالة والتنمية، في أنقرة عن شكره لقيادة الشرطة ، في الشأن ذاته استعاد عشرات العناصر من شرطة مكافحة الشغب أمس السيطرة على ساحة تقسيم في إسطنبول، مركز الحركة الاحتجاجية ضد حكومة رجب طيب أردوغان والتي تهز تركيا منذ 12 يوما، حيث إقتحم عناصر الشرطة مدعومون بمدرعات مجهزة بخراطيم المياه الحواجز التي أقامها المتظاهرون على بعض الجادات المؤدية للساحة وفرقوا المتظاهرين مستخدمين الغاز المسيل للدموع، وبمجرد انتشار الشرطة في وسط الساحة قاموا بتفريق مئات الشبان المجهزين بالأقنعة الواقية من الغاز إلى الطرقات المجاورة إلا أن المتظاهرين ردوا برشقهم بالحجارة وبالزجاجات الحارقة، وفرض طوق أمنىيحول التمثال بوسط الساحة التي أزيلت منها الخيم وعدد كبير من الأعلام التي وضعت فيها منذ عدة أيام، إلا أن الشرطة لم تتحرك بالمقابل في اتجاه حديقة جيزى المحاذية للساحة، حيث نصب مئات المحتجين خيما، وأكد حاكم إسطنبول حسين افنى موتلو أن العملية لا تهدف إلى طرد المتظاهرين من الحديقة، وقال موتلو في حسابه على موقع تويتر إن "هدفنا هو إزالة اللافتات والرسوم من الساحة، ليس لدينا هدف آخر" وأضاف "لن نمس في أي من الأحوال حديقة جيزى وتقسيم ولن نمس بكم على الإطلاق، داعيا المتظاهرين إلى "البقاء بمنأى عما يمكن أن يرتكبه عناصر يسعون إلى الاستفزاز"، وتأتى استعادة الشرطة السيطرة على ساحة تقسيم غداة إعلان لقاء مقرر اليوم بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وممثلين عن حركة الاحتجاج.