خرج أمس العشرات من تلاميذ شعبة آداب وفلسفة، المقصيّون من شهادة بكالوريا 2013 بسبب الغش، في مسيرة بساحة اودان بالعاصمة تعبيرا عن غضبهم من قرار وزارة التربية الوطنية بإقصاء العديد من التلاميذ ممن ثبت غشهم في امتحان شهادة البكالوريا للسنة الجارية، وسط تعزيزات أمنية مشددة. وعرف الوضع بعض الانزلاقات وسط التطويق الأمني المشدد، حيث عمدت مصالح الأمن إلى تفريق التلاميذ المحتجين بالقوة ومنعهم من تنظيم الاعتصام بالجزائر العاصمة، وأقدمت مصالح مكافحة الشغب على اعتقال العديد من الطلبة وحجزهم، كما أدت حملة التفرقة التي شنتها مصالح الأمن إلى تعرض بعض التلاميذ للضرب ب"العصي" و"السب والشتم" اضافة خلق موجة واسعة من الهلع والخوف لدى التلاميذ واهاليهم بالخصوص لدى الإناث. وحمل التلاميذ المحتجون شعرات مطالبة برحيل وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا احمد، وحمل التلاميذ لافتات كتبوا عليها "الشعب يريد رحيل الوزير"، "حرمونا من حلم البكالوريا"، "نريد دورة ثانية من البكالوريا". وعبر العدد من التلاميذ عن تذمرهم وامتعاضهم من طريقة تعامل مصالح الأمن مع اعتصامهم الذي وصفوه ب" الشرعي والسلمي"، وأضافوا "نحن لا نريد تهويل الأمور بل نريد حقوقنا، وكيف يعقل أن نكون قد قمنا بعمليات الغش في كل المواد حتي في مادة الرياضة، هذا غير معقول"، نريد من وزير التربية أن يعيد النظر وضعيتنا ويعيد النظر في القرار المتخذ بإقصاء التلاميذ لمدة 5 سنوات. وطالب التلاميذ الوزارة الوصية بإعادة تصحيح أوراق امتحانات شعبة الآداب والفلسفة، وإعطاء كل ذي حق حقه، والتراجع عن قرار الإقصاء 5 سنوات من اجتياز امتحانات البكالوريا. *محاولات انتحار جماعية بثانوية في الرويبة والجدير بالذكر أن مصالح الحماية المدنية كانت قد أحبطت، أمس الأول، محاولة انتحار جماعية لراسبي الباك و 13 حالة في مصطفى باشا، حيث أكدت مصادر قريبة من المديرية العامة للحماية المدنية، أن أعوان الحماية المدنية أحبطوا محاولة انتحار جماعية في أحد الثانويات بالرويبة قام بها 07 ممن رسبوا في امتحان شهادة الباكالوريا صباح أمس الأول. من جهة أخرى أكد مصدر طبي من مستشفى باشا الجامعي بالعاصمة الجزائر أن مصلحة الاستعجالات استقبلت منذ مساء أمس 13 حالة "محاولة انتحار عن طريق شرب أقراص و حبوب دواء بجرعات متفاوتة إضافة للسوائل السامة ، وأن 09 من أصل 13 من عنصر البنات. "الراسبون" خططوا للتهديد بالانتحار بعدما فشلت كل السبل التواصل مع مديرية التربية لولاية الجزائر التي رفضت استقبال الطلبة الراسبين، مؤكدة -المديرية- على أنّ امتحان الباكالوريا ولأهميته لا يمكن "التحصل عليه بسهولة". هذا وتعتزم مديرية التربية لولاية الجزائر –حسب مصادر- استدعاء المخربين ومساءلتهم ومعرفة أسباب "الخطوة الخطيرة". وللإشارة فإن وزارة التربية الوطنية، قد أكدت في وقت سابق من أمس الأول، أنها لا يمكن أن ترفع عقوبة الإقصاء عن 3180 مترشح مقصى في البكالوريا بسبب ممارستهم الغش، معتبرة أن موجة الاحتجاجات التي يقوم بها المترشحون المقصيون هي عبارة عن موجة غضب عابرة ستهدأ قريبا، وأشارت وزارة بابا احمد في هذا الصدد، إلى أنه على المعنيين أن يتقدموا إلى مقرات مؤسساتهم أو مديريات التربية التابعين لها من أجل طلب مراجعة للتأكيد وليس الطعن. فيما كشفت أن هناك فقط 6 ولايات حدثت فيها عملية الغش والتي رفضت الافصاح عنها بدعوى "عدم التشهير"، مؤكدة أن نسبة الغشاشين لا تتعدى 0,5 بالمائة من العدد الإجمالي للمترشحين.