ازدحمت الأحداث في الاسبوع الماضي، و طغى الشأن الديني والاجتماعي والعنف على اسبوع الجزائريين، كما ارتبطت الاحداث الداخلية بالشأن الاقليمي البعيد والقريب. ما أن طوى الجزائريون صفحة السفاحين "مامين" و "كاتاستروف"، الذين أدينا بالإعدام من جنايات قسنطينة، عادت للأذهان حوادث اختطاف الأطفال و للاسف الاختطاف هذه المرة اتبع بالقتل، ففي قضية تقشعر منها الأبدان و لا تتحلمها الآذان قامت مطلقة بولاية مستغانم، باختطاف ابنة الجيران ذات السنتين، بعدما جرى الاعتداء عليها من ابنها القاصر ذو 11 سنة، و لدرء الفضيحة، قامت بخنقها و طعنها 33 مرة في جسدها الصغير، وألقت بالجثة وحاولت تمويه عائلة الضحية والأمن و الادعاء أنه ثكلى على البنت، لكن "يا قاتل الروح وين تروح"، فلم تمضي ساعات حتى أطاحت الشرطة بالقاتلة، وحولت لتلقى جزائها العادل، وفي حادث غريب أخرى يظهر مدى استخفاف من يتنعم بأموال الجزائريين ولا يبالي بحياتهم، وهو حال ابن أخ النائب أسماء بن قادة، التي تحوز سيارة باسات فارهة من البرلمان، فسلمتها لإبن شقيقها المغمور ذو 20 سنة، والذي قتل طفلا بالسيارة تلك، وتم متابعته قضائيا وإلتمس له وكيل الجمهورية 4 سنوات، وفي الجانب الآخر يظهر أن المستقبل السياسي لأسماء بن قادة على المحك، خاصة أن حديثا قويا كان يتم تداوله في الصالونات أنه جرى اقترحاها لمنحها حقيبة وزارية في التعديل الحكومي القادم، وفي جرائم القتل دائما سجلت مصالح الأمن 21 جريمة قتل خلال الشهر الفضيل، وغالبها تتم لأسباب واهية والكل يرمي باللائمة عل الشهر الفضيل وشعارهم "راني صايم"، وفي بداية الاسبوع، صدر بيان تحذيري من وزارة الشؤون الدينية يدعو فيه المواطنين إلى تفادي الفتاوي العابرة للقارات، وفهم من محتوى البيان أن مصالح غلام الله تقول للجزائريين "إياكم من الفكر الوهابي" بعد سنوات من التحذير غير العلني، وأكدت الوزارة أن بالجزائر علماء ومشايخ أفضل ممن يستمعون إليهم من مشايخ السعودية، وأبدى الوزير في سياق ذي صلة استغرابه من النمط الذي يتبعه الشيخ شمس الدين بوروبي والذي أصبح مصدر تنكيت وطرافة لدى الجزائريين. كما شهد الأسبوع حادثا غريبا أخر تمثل في اشتعال برج المراقبة لمطار هواري بومدين، وأرجع سببه رسميا إلى شرارة كهربائية، وعطل الحادث حركة الملاحة الجوية لأكثر من ساعتين. أمنيا، عرفت الحدود الشرقية تدهورا كبيرا، بعد مقتل 9 عسكريين تونسيين، في جبال الشعانبي قرب الحدود الجزائرية، ودفع الحادث إلى تعزيز التواجد العسكري لمواجهة أي تسلل للعناصر الإرهابية ولأن المصائب تأتي تباعا، فان تحرشا على الحدود الغربية عرفته الجزائر، والمتمثل في الاتهامات الباطلة التي كالها "أمير المؤمنين" في حق الجزائر بمناسبة ذكرى إعتلائه العرش، دون إغفال "الكرم الطائي" ل"جلالته"، الذي لم ينسأنى من خلال الشحنات المهوولة للكيف من مزارعه.