وجهت 07 هيئات حقوقية مغربية انتقادا شديد اللهجة حيال ما أسمته "الانتهاكات الخطيرة" لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المهاجرون والمهاجرات الأفارقة جنوب الصحراء بالمغرب، مطالبة السلطات بالوقف "الفوري لكل الاعتداءات والاعتقالات والترحيلات التعسفية في حقهم"، والتي تضرب في الصميم، حسب الهيئات، التزامات المغرب الذي صادق على العديد من المواثيق والعهود الدولية. وجاء موقف الجمعيات السبعة، وهي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية عدالة وائتلاف جاليات الأفارقة جنوب الصحراء في المغرب، ومجلس المهاجرين الافارقة جنوب الصحراء بالمغرب، منتدى بدائل المغرب، ومجموعة مناهضة العنصرية والمرافقة والدفاع عن الاجانب والمهاجرين إضافة إلى منظمة حريات الإعلام والتعبير، خلال ندوة صحفية نظمت حول مستجدات وضعية حقوق المهاجرين بالمغرب نهاية الأسبوع الفارط بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث انطلقت المداخلات من قضية اعتقال الناشط الجمعوي والحقوقي كمارا لاي، المنسق الحالي لجمعية "مجلس المهاجرين جنوب الصحراء بالمغرب"، منذ 20 أكتوبر الماضي، معتبرة اعتقال كمارا مرتبطا ب"مجموعة من الحملات التعسفية غير المبررة عرفتها عدة مدن مغربية"، موضحة أن هذه الحملات استهدفت المهاجرين واتسمت بالاستعمال المفرط للقوة اتجاه مواطنين من جنوب الصحراء. وبحسب الندوة، التي نظمت تحت شعار "أطلقوا سراح كمارا، أوقفوا قمع المهاجرات والمهاجرين"، فإن هذه الاعتقالات والترحيلات تفاقمت حدتها في الأسابيع الأخيرة، وشملت، استنادا إلى تقارير وشهادات واردة من عدة مدن مغربية، النساء والقصر مع الطلبة واللاجئين المتوفرين على بطاقة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأشار المتدخلون إلى أن الوضعية الحالية للمعتقلين والمرحلين الأفارقة رافقها "تعتيم وتغليط إعلامي خطير من بعض المنابر الرسمية وغير الرسمية"، مؤكدة أن هاته الأخيرة تُظهر المهاجرين جنوب الصحراء في صور سلبية متعددة، كإرهابيين ومرتكبي للجرائم وعاهرات ومروجين للمخدرات. ومن جهة أخرى، خلصت التقارير المعتمدة خلال هذه الندوة الحقوقية، إلى أن المئات من المهاجرين والمهاجرات يتم التخلي عنهم في الحدود المغربية الجزائرية في الخلاء "وفي ظروف لا إنسانية"، معتبرة أن السياسة الأمنية المعتمدة حاليا، ومن بينها إغلاق الحدود، "تؤدي إلى مآسي إنسانية منها غرق العديد من المهاجرين.. يضافون إلى آلاف المفقودين في سواحل البحر الأبيض المتوسط"، وفي ختام الندوة الصحفية، شددت الهيئات المشاركة على ضرورة الإطلاق الفوري لسراح "كمارا لاي"، المعتقل بسجن سلا، مع رد الاعتبار له وتوفير الحماية له".