من عجائب السياسية في الجزائر أن تسمح الأحزاب بمختلف أطيافها للمسبوقين قضائيا، وقوم " الرجلة بلا رجولة" الإشراف على المداومات الانتخابية، وتنشيط الحملات الانتخابية، هذا الكلام ليس على سبيل المبالغة ولكنه واقع ملموس يراه المواطن العادي بأم عينه ويعيشه في يومياته، فالذين كانوا يسطون على أرزاق الناس في المحالات والمنازل والأسواق، و قطاع الطرق الذين يعترضون طرق البسطاء من الناس، وينهبون كل ما في الجيوب، ولا يتوانون في استعمال الأسلحة البيضاء ضد الناس، هم اليوم في الصفوف الأمامية للحملات الانتخابية وفي أحزاب كبيرة، والأكثر من هذا يشرفون على المداومات، وغدا حتما سيصيرون "بودي غارد" المير وحجاب مكتبه يستقبلون المواطن بوجوهمم السوداء المتفحمة من آثار المخدرات ليقفوا حائلا دون وصول الناس إلى مكتب المسؤولين عن البلدية، هكذا سقط العمل السياسي في مستنقع قطاع الطرق، بعدما مارس رؤساء الأحزاب والمنتفعين من مال الشعب من نفس العمل و لكن بطريقة أخرى لهذا تواجد الحثالة وفضلات المجتمع في الصفوف الأمامية في النضال أمر عادي لدى رؤساء الأحزاب فالطيور على اشكالها تقع، والمبكي المضحك في حكاية الحرمية الذين يمارسون السياسة أو يسيسون الإجرام هو محاولة اقناع الناس بالتصويت على برامج غير موجودة أصلا. وإن كان اليوم أصحاب " الزندة" ومستهلكو المخدرات يشرفون على المداومات الانتخابية، فغدا سيصبحون رؤساء بلديات، وبعدها نوابا وسيناتورات، وما على النخبة سوى حمل متاعها وترك البلاد وللذي لم يجد سبيلا للفرار ما عليه سوى التحول من العقل السليم، إلى قوم " الزندة" وقاطع طريق، فمن يدري قد تتفتح أمامه طريق ويصبح يوما ما ميرا او وزيرا .