من قبيل الصدفة أصبح إيكر كاسياس هو الحارس الأول لأحد أكبر الأندية الإسبانية والعالمية " ريال مدريد "، عندما شارك بديلاً لسانشيز الحارس الأساسي في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 لدقائق تلك هي التي منحته إلى الآن حصانة حراسة عرين الريال إلى الآن ، ورغم أن الفوارق واضحة بين هذا وذاك إلا أن الفرصة التي منحتها الأقدار لكاسياس هي ذاتها التي حصل عليها فوزي شاوشي الحارس الأول السابق للمنتخب الجزائري ، والذي وصفه البعض بأنه السبب الرئيسي في صعود الخضر للمونديال عام 2010 على حساب المنتخب المصري بعدما قدم خلال مواجهة أم ردمان الفيصلية مردود كان الأسبق من نوعه، وحطم معه أحلام المصريين لبلوغ المونديال. شاوشي الذي تغنت به بلد المليون شهيد لم يكن يتوقع ولو للحظات أنه سيفقد مكانه كأساسياً بتشكيلة الخضر ذات يوماً ليلعب بدلاً منه مبولحي الذي يعاني الآن من شدة البرودة بسبب تجميده من المشاركات لاسيما وأنه غير متواجد على ذمة أي فريق الآن. فتلك اللحظة التي قادت شاوشي لحراسة عرين الخضر هي ذاتها التي خانته وفي أقل من عام لتعصف به خارج جدران المنتخب الذي طالما حلم بحراسة مرماه ، وتقود مبولحي في كأس العالم وبالتحديد في مباراة إنجلترا لحراسة مرمى المنتخب كأساسي بسبب تقرير طبي وصل إلى رابح سعدان مدرب المنتخب آنذاك يُفيد بأن شاوشي يُعاني من إصابة ستمنعه عن المشاركة بتلك المباراة ، لكن حقيقة الأمر المُغايرة لذلك دفعت شاوشي للتوجه إلى سعدان باكياً لينفي ما تضمنه التقرير ويؤكد على سلامته فنياً وبدنياً إلا أن سعدان وبدون أسباب واضحة حسم أمره تجاه مبولحي متجاهلاً دموع شاوشي . حادثة اعتداء شاوشي على الطبيب خدمت مبولحي ردة فعل شاوشي كانت عنيف تجاه طبيب المنتخب والذي استند على تقريره سعدان في قراره بالاستعانة مبولحي ، ليتهجم شاوشي عليه في واقعة ليست خافية عن المقربين من المنتخب . الغريب أن شاوشي لم يكن الوحيد الذي طالب سعدان بالمشاركة كأساسي فقد سبقه الرباعي جبور وعبدون و قواوي ومنصور ، لكن شاوشي كان الأحق مطلباً بينهم إذ أنه كان الحارس الأول للمنتخب ولم يكن هناك ما يمنعه من التواجد ضمن التشكيلة الأساسية كما احتوى تقرير الجهاز الطبي الذي أشرنا إليه ، ورغم ذلك وبعد انتهاء رحلة الخضر بالمونديال صدر عفو شامل تجاه المتمردين بقرار مشترك بين الفاف والناخب الوطني سعدان . وفي أعقاب رحيل سعدان عن الخضر وتولي عبد الحق بن شيخة المهمة توقع الجميع أن يعود شاوشي لسابق عهده كحارس أول للمنتخب لاسيما بعدما أعلن بن شيخة في تصريحاته الأولية ببداية ولايته أنه سيفتح صفحة بيضاء مع جميع عناصر المنتخب ، إلا أن تصريحات بن شيخة لم تكن إلا مقدمات للاستعانة ببعض من رجاله داخل المنتخب كالثنائي الحاج عيسى ولاموشيه ، واللذان سعى بن شيخة جاهداً لفك الحصار عليهما من قبل هيئة رواروة التي اضطرت للرضوخ إلى مطلبه تحت شعار مصلحة المنتخب فوق كل شيء. وقد يكون الأمر مقبولاً من هيئة روراوة على اعتبار أنهم فعلاً يسعون لتذليل كفة العقبات أمام المنتخب لاسيما لو كان القرار بيدهم، لكن الأمر ذاته يوضح حقيقة هامة للغاية وهي أن روراوة نفسه لم يكن مقتنعاً بالعقوبات التي فرضها سعدان على بعض اللاعبين والتي طُبقت أيضاً على شاوشي كونه كان أحد الذين اعتبرهم سعدان متمردين ، وإلا فلما يقبل روراوة العفو عن حاجي عيسى ولاموشيه دون أن يكون على يقين أن عقوبات سعدان لم تكن بمحلها ؟ ، فقد تعودنا جميعاً على أن عقاب أي اتحاد رياضي للاعب بمنتخب بلاده لا يرتبط برحيل مدرب أو بقاءه وإنما هو أمر أبعد من ذلك . بن شيخة يؤكد أن مشكلة الحارس مع الاتحادية الغريب أن بن شيخة حينما سُئل عن استبعاد شاوشي أجاب بجملة حملت معها علامات تعجب لا حصر لها إذ أكد أن مشكلته خاصة بالاتحادية ولا علاقة له بالأمر !! أسباب عدة تناولتها بعض الأطراف آنذاك حول الأسرار الحقيقية وراء تواصل إبعاد (حارس وفاق سطيف السابق و المولودية الحالي) عن المنتخب ، ومن بينها أن شاوشي ( حينما كان يلعب في الوفاق ) طالب مدربه نور الدين ذكري بالرد على بن شيخة في أعقاب أزمة التصريحات الإعلامية التي دارت بين الطرفان بسبب تعدد التربصات التي كان يُجريها الآخير بصفة شهرية للاعبين لاسيما وأنه كان يقود منتخب المحليين أيضاً ، وعلى ما يبدو أن ما نشر في وسائل الاعلام أنذاك كان سبباً مباشراً في تدهور علاقة شاوشي وبن شيخة حتى وقت رحيله. علاقة حارس المولودية بالمنتخب ظلت على تدهورها حتى بعد رحيل بن شيخة وهو الشيء الغامض الذي قد يؤكد ارتباط مصيره بيد الفاف التي من المؤكد أن لديها رداً مقنعاً في هذا الشأن ، فبعد وقت قصير من ولاية حليلوزيتش فقد استلم تقارير سلبية عن شاوشي تتعلق بعدم انضباطه، وعلى ما يبدو وأن أحداً ما متواجد بين هيئة الفاف والجهاز الفني كان لا يحب عودة شاوشي لحراسة عرين المنتخب كما كان إذ أنه أجبر حليلوزيتش على اسقاطه من حساباته مبكراً دون حتى أن يراه. ابعاد شاوشي من تخطيط فاعل غامض ! وما يؤكد أن إبعاد شاوشي عن المنتخب الجزائري هو مخطط من فاعل غامض هو توجيه الدعوة له من قبل البوسني فيما بعد بالعديد من التربصات رغم كل ما قيل له ورغم كل ما اطلع عليه من تقارير سلبية بحق شاوشي ، ورغم ذلك ظل بعيداً عن مكانه الذي تعود عليه قبل عامان كأساسي في عرين المنتخب ، فبكل تأكيد الأمر الذي يجعل البوسني يعتمد على مبولحي وهو بلا نادي في ظل وجود حارس بخبرات شاوشي يبقى شيئاً خارج عن إرادته . نهايةً فمن المؤكد أن إبعاد شاوشي عن حراسة عرين المنتخب لهو مخطط من فاعل غامض، والدليل أن حليلوزيتش لم يعد على ثقة تامة بذلك المركز مع اقتراب موعد الكان وهو ما يُفسر الحيرة التي تبدو واضحةً في دعواتٍ تتعلق بعز الدين دوخة أو سي محند سيدريك ، وإذا كانت مصلحة المنتخب الجزائري قد أجبرت بن شيخة ذات يوماً للعفو عن الحاج عيسى ولاموشيه فلما لا تتدخل ذات المصلحة العليا لتُعيد شاوشي إلى مكانه الأساسي الذي جعله أحد أسباب ظهور الجزائر بآخر مونديال !؟