كشف الخبير والمستشار في قضايا الطاقة والمدير العام لشركة "مغرب أنفيست – الجزائر" سعيد ثعالبة، أن الجزائريين يضيعون قرابة نصف مليون متر مكعب من الوقود "البنزين" و"الديازل" شهريا من جراء تعطل حركة المرور أو استهلاكها على مسافات إضافية في المدن والتجمعات الحضرية الكثيفة لتفادي النقاط المرورية السوداء للوصول إلى مقار مشاغلهم ، ما يمثل 6 مرات الكميات التي كان يضيعها المستهلك الجزائري على نفس المسافات خلال الفترة الممتدة ما بين 1980 و 1990. وقال ثعالبة في تصريح على هامش أشغال ملتقى دولي حول الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة "الواقع والآفاق" ، أن الجزائر بهذه الكمية الكبيرة من الوقود الضائع تحتل المرتبة الثانية على مستوى المنطقة العربية بعد العراق الذي يضيع أكثر من 1 مليون متر مكعب من الوقود شهريا استنادا إلى أرقام هيئة البحث في قطاع الطاقة التابعة لوزارة النفط العراقية. وأوضح ثعالبة أن شركته "مغرب أنفست – الجزائر" قامت خلال الفترة الممتدة ما بين 2008 و 2011 بدراسة مسحية حول قطاع الطاقة من حيث منحنيات الاستهلاك اليومي للفرد الجزائري والثغرات التي تشوب عمليات الاستهلاك مثل تسربات الغاز وضياع الكهرباء والوقود، وقد أفضت الدراسة إلى أرقام وصفها محدثنا ب "الثقيلة" كان بالمقدور تفاديها لو شرعت الدولة مبكرا في التأسيس لثقافة اللامركزية في التسيير وتهيئة وبناء الهياكل القاعدية والبنى التحتية لاستيعاب مركبات الحظيرة الوطنية للسيارات "الطرق و المواقف اللازمة" التي من شأنها احتواء النقاط المرورية السوداء وأيضا نشر ثقافة عقلنة وترشيد الاستهلاك قبل. من جانب آخر قال محدثنا أن انبعاثات غازات الوقود المحروق، المكثف في النقاط المرورية السوداء وسط المدن يشكل أيضا عبئا صحيا على الدولة من جراء تفاقم الأمراض التنفسية المستعصية المنجرة عن هذا التلوث البيئي على المدى الطويل خصوا لما نعلم – يضيف محدثنا – أن فقط 15 بالمائة من الحظيرة الوطنية للسيارات تستخدم غاز البترول المميع GPL النظيف والصديق للبيئة.