تعاني العديد من الأحياء والمجمعات السكانية الواقعة وسط مدينة بجاية الإقصاء والتهميش, بسبب تهرب المسؤولين المحليين وعدم تكفلهم بانشغالات سكان هذه الأحياء السكنية الذين انتظروا طويلا من اجل الاستجابة إلى مطالبهم المطروحة التي رافعوها إلى المسؤول الأول بالولاية على شكل شكاوى, إلا أن انشغالاتهم لم تجد أذانا إلى غاية اليوم. ومن بين هذه الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية, نجد حي "إغيل أعزوق" الواقع بالجهة الغربية لعاصمة الولاية, حيث يطالب سكان هذا الحي من السلطات المحلية الالتفات إلى أوضاعهم المزرية التي يتخبطون فيها, ونجد كذلك سكان التجمعات السكانية الأخرى على غرار حي "الجمارك", "احدادن أفلة", "الرملة", "احدادن وادة" وغيرها. وأوضح سكان هذه الأحياء أنهم أصبحوا يعيشون مشاكل كبيرة وعويصة منذ زمن بعيد وعلى رأسها اهتراء الطرق المؤدية إلى أحيائهم والتي تربط بين مقر البلدية والولاية, بسبب تدهور حالتها وتطبعها الحفر التي تمتلئ بمياه الأمطار والألواح شتاء متسببة في إعاقة حركة السير عبره, وإلى جانب هذا فان نفس الأحياء تعيش أوضاعا اجتماعية مزرية تراكمها غياب أدني شروط العيش الكريم على حد القول عدد من سكانها المستاءين من تردي أوضاعهم المعيشية وغلاء المعيشة وافتقارهم لأدني متطلبات العيش الكريم, حيث ظل المجمع السكني بعيدا كل البعد عن التنمية ومتطلباتها, أين ألقت البدائية والتخلف بظلالها على جنباته التي تفتقر للعديد من المرافق الضرورية . ومن مجمل الانشغالات التي رفعها السكان إلى السلطات المحلية وضعية الطرقات ومسالك الحي المتدهورة, حيث أكد سكان حي "إغيل أعزوق" بأنها أصبحت أتربة ومطبات يصعب تجاوزها ضف إلى ذلك تدهور المحيط, جراء الرمي العشوائي للنفايات المنزلية وغياب قنوات صرف المياه القذرة بالإضافة إلى مشكل الغاز, إذ لا يزال سكان الحي ينتظرون غاز المدينة الذي من شأنه تخفيف تبعات اقتناء قارورات غاز البوتان. من جهة أخرى يشهد الحي نقصا فادحا في التزود بالإنارة العمومية وهو ما أدى إلى انتشار حالات السرقة والاعتداءات على السكان, ولذا لا تزال معاناة سكان المجمع السكني الهام المتواجد بوسط مدينة بجاية مع الوضعية الكارثية التي يعيشها حيهم منذ وقت طويل متواصلة لحد الساعة نتيجة افتقاره لأدني الخدمات الضرورية كتهيئة الطرقات بسبب سياسة التجاهل التي تنتهجها السلطات البلدية في حق هذا الحي الذي لم يستفد من أي عمليات تهيئة من شأنها أن ترفع من قيمته وتقضي على حالة الاستياء التي يعيشها قاطنوه حسب تصريحات جل السكان ممن التقيناهم. وفي هذا الصدد أكد لنا سكان الحي أن لهذا الأخير مشاكل كثيرة, حيث يعاني من اهتراء شبكة الطرقات وانتشار الأرضيات الترابية التي تحولت مع مرور الوقت إلى حفر عميقة يصعب للراجلين وأصحاب المركبات تجاوزها بسهولة لاسيما في فصل الشتاء ونتيجة لهذه الوضعية الصعبة يضطر قاطنو الأحياء لاستعمال أحذية بلاستيكية أو أكياس لتجنب الأوحال والمياه الراكدة شتاء وإلى وضع الأقنعة أو الأيادي على الأنف في فصل الصيف لتجنب الغبار المتطاير, هذا الأخير الذي ساهم في انتشار أمراض الربو والحساسية وسط أطفال الحي. وفي هذا الإطار أعرب المحتجين عن تذمرهم الشديد جراء تفاقم معاناتهم محملين السلطات المحلية مسؤولية هذه الوضعية من خلال تجاهلها لهذا المجمع الذي لم يدرج ضمن برامج التهيئة التي استفادت منها بعض الأحياء المجاورة رغم الشكاوى العديدة المقدمة. وعليه يناشد سكان الأحياء المذكورة السلطات المحلية إدراج قراهم ضمن شبكة الأحياء التي تعتني بها البلدية في إطار برامجها التنموية, والاستجابة لمطالبهم المرفوعة في عدة مناسبات, المتمثلة في أزمة العطش الحادة التي يعيشونها إضافة إلى التهيئة الحضرية التي أصبحت أكثر من الضروري في الوقت الحالي.