عرفت خدمات التموين بالمياه الصالحة للشرب على مستوى ولاية أم البواقي خلال الأشهر الأخيرة تدنيا ملحوظا كان له الأثر السلبي على نفسية السكان، وذلك بالرغم من المخزون المالي الكبير التي تتوفر عليه هذه الولاية التي تتربع على مساحة 6187.56 كلم مربع، وتضم 29 بلدية. ويتمثل المشكل المطروح في هذا الشأن في أن العديد من الأحياء السكنية و"المشاتي" بمختلف مدن الولاية، أصبحت تشكو نقصا شديدا بخصوص التزود لهذه المادة الحيوية، حيث لا يصل الماء إلى الحنفيات إلا في أوقات متأخرة من الليل، وتعاني من هذه الوضعية بشكل أكثر حدة الدور السكنية المتواجدة في الأماكن المرتفعة، وإلى جانب مشكل الضعف المسجل على صعيد التموين بالمياه الصالحة للشرب فإن هناك إشكالية أخرى تتمثل في رداءة نوعية هذه المياه مثل ما هو الشأن بالنسبة لسكان مشاتي بلدية الرحية، وكذا "رأس الزبار" و"سافل البير" و"رقادة" بالضلعة التي يبقى سكانها يعانون أزمة عطش خانقة لازمتهم لأكثر من مدة، ناهيك عن سكان "أولاد باروش" بمسكيانة وسكان بعض أحياء "عين فكرون" و"سيقوس"، مما أجبر العديد من سكان هذه المناطق بالولاية من ميسوري الحال بتفضيل استهلاك مياه الصهاريج حيث تباع بأسعار متفاوتة. وحول هذه الأسباب أوضحت مصادر مطلعة إلى أن الصعوبات المطروحة بخصوص هذا الجانب تعود بالأساس إلى جملة من الأسباب أهمها القدم الذي اعترى أجزاء عديدة من شبكات التوزيع والأقطار الضعيفة لبعض القنوات المستعملة إضافة إلى التكلس الذي يصيب أحيانا هذه القنوات والتوسع العشوائي والغير مدروس، الذي طرأ على النسيج العمراني عبر عدة مناطق بالولاية ما أدى إلى ظهور نوع من عدم التوازن علة مستوى شبكات التوزيع لكن وسعيا منها إلى تذليل الصعوبات المقترحة فقد شرعت الجهات المسؤولة في تنفيذ العديد من العمليات التنموية تندرج في إطار مختلف البرامج حيث يجري التركيز على إنجاز قنوات جر المياه، وتوسيع شبكات التوزيع وتجديد القديم منها وترميمه لكن ومع هذا يبقى سكان مشاتي الضلعة والرحية خاصة ب"سافل البير" و"رقادة"، وكذا "بير لعور" يعانون الأمرين جراء تدني خدمات التموين بمياه الشرب.