يحاولون جعل العاصمة هذه الأيام مثل امرأة عاشقة متيمة تبذل كل ما بوسعها لتبدو أكثر نظارة وأكثر جمالا، لكن الذين " يمكيجون" العاصمة مع الأسف لا يفعلون ذلك لسواد عيون الشعب العمشاء، ولكن من أجل أن لا يتعثر، ضيف الجزائر بروائحها أو يشاهد البنايات المهترئة التي تركها أجداد هولاند، والغريب أن حملة تجميل العاصمة والطرق المؤدية إلى " بر الأمان" الذي "سيخطب فيه الرئيس الفرنسي نوائب البلاد" تتم على قدم وساق وبسرعة كبيرة، لدرجة أن طلاء العمارات الذي عكفت عليه السلطات شهور طوال أنهته في عدة ساعات، ولن يعارض الناس زيارة المسؤولين الفرنسيين، بل سيتمنى الناس زيارة هولاند وأي رئيس فرنسي مستقبلا في كل سنة مرة على الأقل، لنستفيد من نظافة شوارعنا وطلاء بناياتنا، والغريب في القضية أيضا أن البعض يكره هولاند ويرفض زيارته، رغم أن هولاند كان سبب في كنس أوساخنا، ويا ليت هولاند يزور دشرتنا كي تتزين هي أيضا ويتم طلائها وإصلاح حالها المتوقف منذ 1962، لكن ثمة سؤال وجب طرحه، ما الذي كان يمكن أن تقوله العاصمة لو نطقت ..؟ لا اعتقد أنها ستقبل بهذا التزيين، وستقولها اتركوني بروائحي الكريهة وببناياتي القديمة التي أرغمت على تقبلها في وقت الاستعمار، واتركوني بكل سلبياتي ولا تجملوني لضيف ثقيل كهذا، ولكن مع الأسف العاصمة لا تتكلم، ولكن ثمة من ينوب عنها دوما كما يوجد دوما من ينوب على هذا الشعب في كل شيء حتى في اختيار لون عماراتنا بالأبيض والأزرق .