اعترف وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، أمس، ولأول مرة أمام الرأي العام باهتزاز صورة الجزائر وتأثرها في الخارج بسبب فضيحة الشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" التي فجرت قبل حوالي 3 أشهر وأفضت إلى وضع الرئيس المدير العام للشركة محمد مزيان رفقة 4 من معاونيه تحت الرقابة القضائية، فيما تم إحالة عدد آخر على الحبس الاحتياطي بعد اكتشاف ثغرات مالية من جراء إبرام صفقات وطنية ودولية "مشبوهة" على امتداد السنوات الأربع الماضية، مؤكدا أن الفضيحة كانت لها تداعيات وخيمة أثرت وبشكل كبير على الجزائر في نظر المجتمع الدولي للأعمال. وقال خليل، أمس، في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة قبل ساعات فقط من مغادرته الجزائر باتجاه العاصمة النمساوية فيينا للمشاركة في أشغال الاجتماع العادي للدول المصدرة للنفط " أوبك" أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصور الوضع على أنه كارثي وأن الأمور بلغت نقطة اللارجوع، حيث أوضح أن الخطأ البشري وارد في كل مؤسسة حتى في كبرى الاقتصاديات الدولية وأن وضع الشركة في الوقت الراهن يسير على أحسن ما يرام، لأن الشركة ما تزال تتمتع بكفاءات يشهد لها بالمهارة دوليا. وقال المسؤول الاول عن قطاع الطاقة في البلاد، شكيب خليل، إن مصالحه حاليا بصدد تعديل بعض اجراءات الصفقات العمومية والتي ترمي بشكل أساسي الى اضفاء الشفافية والنزاهة في تسيير الصفقات، مؤكدا ان هذه الاجراءات بصدد مناقشتها وتمحيصها بالتعاون والتنسيق مع العديد من الوزارات الاخرى ذات الصلة بقطاع الطاقة والكهرباء في البلاد، وذلك لسد الطريق أمام اي احتمال للاحتيال أو التعدي على قوانين الدولة. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد دعا في مناسبات عديدة المتعاملين الاقتصاديين الى ضرورة توخي الحرص الشديد في مجال تسيير المناقصات، سواء المحلية أو الدوليو، منتقدا في كل مرة سياسة GRE A GRE. من جانب آخر، أوضح خليل أن مصفاة تيارت والتي ماتزال أشغال انجازها جارية ستتكقل مباشرة بعد استلامها بتكرير اجمالي البترول المنتج في الجزائر بطاقة 300 ألف برميل يوميا، مؤكدا أن مصافي سكيكدة وأدرار هي حاليا قيد التشغيل وأن وحدة تيارتالجديدة ستخفف الضغط عن مصافي البلاد مثل مركبات التكرير بأرزيو وحاسي مسعود والعاصمة بعد دخولها حيز الخدمة المرتقب قبل نهاية العام المقبل 2011. وأضاف خليل أن الجزائر تستعد أيضا لاستحداث مركبات لتكرير البترول الثقيل الذي سيتم استيراده من الخارج، وسيتم تسويق مشتقاته "الديازيل" لتلبية طلب السوق المحلي الذي سجل قفزة ب 8 بالمائة خلال العام الماضي. وبخصوص اجتماع أوبك الذي ستنطلق فعالياته، اليوم الأربعا، قال خليل إنه يستبعد وبشكل مطلق فكرة رفع حصص انتاج المنظمة المحددة حاليا ب 24.84 مليون برميل يوميا، معتبرا ان ذلك "ليس فكرة جيدة" ومن شأن هذه الخطوة ان ترسل "إشارة خاطئة" للسوق. واعرب خليل عن ثقته بشأن تطور الاسعار قائلا: "اتوقع ان تثبت الاسعار جيدا نسبيا حتى نهاية العام رغم فائض الانتاج"، وذلك بفضل عوامل اخرى تدعم الاسعار مثل "الانتعاش الاقتصادي" و"ضعف الدولار الاميركي" والمخاوف الجيوسياسية. ويتوقع ان تقرر اوبك التي ستبحث اليوم في مستويات الانتاج، ان تترك حصص الانتاج عند مستوياتها الحالية، الا اذا حصلت "مفاجأة كبرى".