أحيا الفلسطينيون أمس، الذكرى الرابعة والثلاثين ل "يوم الأرض"، وسط رصاص الاحتلال الإسرائيلي الذي أسفر عن استشهاد فلسطيني قرب مطار غزة الدولي، حيث يأتي هذا الاحتفال في ظل الهجمات الشرسة غير المسبوقة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية، على المقدسات الإسلامية واعتداءاتها المتواصلة على حرمة المسجد الأقصى، تمهيدا لهدمه وبناء الهيكل اليهودي المزعوم مكانه، ناهيك عن سياسة الاستيطان التي تنتحجها سلطات الاحتلال . ويعتبر هذا اليوم معلما بارزا في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم، رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل، التي كانت وما زالت تمارسها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه. وتأتي ذكرى الاحتفال ب "يوم الأرض" هذا العام، فيما تواصل حكومة نتنياهوالمتطرفة سياستها الإرهابية ضد الفلسطينيين من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار، الى جانب استفحال الاستيطان وتسارع وتيرة البناء في الجدار، وتهويد القدس عبر سياسة ممنهجة في هدم المنازل، لفرض هجرة قسرية على أبناء الشعب الفلسطيني في المدينة. وأحيا الفلسطينيون ذكرى " يوم الأرض" بمهرجانات جماهيرية وكذا مسيرات في مناطق مختلفة في النقب ومدينة سخنين، احتجاجاً على ما يعانيه الفلسطينيون هناك من مصادرة أراضٍ وهدم بيوت، فيما شدّدت معظم القوى والفصائل الفلسطينية على ضرورة أن تكون هذه المناسبة فرصة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. من جهتها استبقت إسرائيل ذكرى يوم الأرض، الذي يتزامن هذا العام، مع بدء الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي، بقمع المسيرات الفلسطينية باطلاق الرصاص على المتظاهرين بشكل عشوائي، الأمر الذي أدى الى استشهاد فتى فلسطيني، قرب مطار غزة الدولي جنوب قطاع غزة. فيما أصيب خمسة مواطنين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، اثنان شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وثلاثة آخرَين في بلدة خزاعة شرق خان يونس، واللذين كانوا يشاركون بمسيرات شعبية نظمتها اللجنة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني بمناسبة يوم الأرض. وقامت سلطات الاحتلال بفرض المزيد من الإجراءات القمعية بحق الفلسطينيين في القدس والضفة، حيث واصلت قوات الاحتلال إغلاق معظم بوابات المسجد الأقصى، ومنع المصلين ممن هم دون الخمسين عاما من الدخول إلى المسجد، فيما اتخذت إجراءات مشابهة على بوابات البلدة القديمة. يذكر أنه بدأت شرارة هذا اليوم في أوائل عام 1976، وتحديداً في الثالث عشر من فيفري، حين أعلن الحاكم العسكري الإسرائيلي عن المنطقة 9 التي تضم أراضي قرى عرابة وسخنين ودير حنا، بأنها منطقة عسكرية مغلقة الى جانب مصادرة أراضي فلسطينية أخرى تمهيدا لتهويد المنطقة، الأمر الذي قوبل باحتجاج فلسطينيي 48. حيث أعلنت خلالها لجنة الدفاع عن الأراضي التي تألفت في حينه، يوم الثلاثين من مارس، إضرابا عاما. والذي استقبلته اسرائيل بسياسة قمعية .