لم يخف ابن منطقة "إغيل أعلي البجاوية"، الفنان والمطرب السطايفي بن زينة إعجابه الكبير بالجمهور البويري عندما كان يردد ورائه جميع أغانيه الأربعة، خاصة الأغنية المعروفة بعنوان "يا سارة" المحبوبة والمستعملة في الأعراس عند أغلبية العائلات البويرية. بن زينة أعجب بالجمهور الكبير الذي توافد من أجل الإ ستمتاع بالأغاني وقال إنه لم يتوقع أن يحضر هذا العدد الكبير، كما أشاد بالتنظيم المحكم والمنظم من كل جوانبه من طرف المسؤولين، وعلى رأسهم والي البويرة السيد "علي بوقرة". فجريدة "الأمة العربية" على هامش اللقاء حاورت المطرب وكانت له هذه الصراحة. * من هو بن زينة؟ * شاب من عائلة متواضعة، متفتح، عاطفي، يتأقلم مع جميع الناس، يحب وطنه من الأعماق ويخدمه بدمه، يطربه ولا يريد المساس به. هو من منطقة "إيغيل أعلي" دائرة أقبو التابعة إقليميا لولاية بجاية غادرها صغيرا إلى مدينة الجسور المعلقة قسنطينة. * جئت الى البويرة على مسافة أكثر من 350 كلم و أنت مازلت متأثر من حادث سير خطير الذي وقع لك مؤخرا بالطريق السريع مع شاحنة، كيف هي حالتك الصحية؟ ** قدر الله و ما شاء فعل، الحمد لله، على كل حال، أنا الآن في حالة صحية جيدة، نجوت بقدر الله، أصبت بكسور ألزمتني الفراش لمدة و ها أنا أمامكم في صحة كاملة والدليل هو أنني أطربت الجمهور لأكثر من ساعتين. * بن زينة فنان له بصمة في الأغنية الاندلوسية والمالوف، ما هو سر نجاحك؟ ** بدون فخر أو مجاملة أنا من الفنانين المتخصص في المالوف القسنطيني، السطايفي، الإستخبار وأغاني متنوعة أخرى كلها تحتوي على ما هو أصيل، أريد تقديم دائما للجمهور أغاني ذات طابع عصري على المألوف تتماشى مع العصر الحديث، عكس الفنانين الذين يجتهدون حسب المناسبات. * يتهمونك بأنك تعيد أغاني الفنانين الأخرين على غرار أغنية "سارة" المشهورة ما ردك؟ ** حقيقة أغنية "سارة" من عند الفنان "بوعزيز"، في البداية لم يعجب صاحبها، لكن بصفتي أضفت للأغنية أشياء وأعطيتها لحنا آخرا بصوتي ما زادها نجاحا. أما إذا كنت تقصد بأنني سرقت الأغنية فهذا لم يقع بل صاحبها على علم، مضيفا في سياق حديثه حتى أنا صدمت لما سمعت بعض الفنانين يؤدون من بعض أغانيا الشخصية، على سبيل الذكر الشاب خالد لما غنى "عيش تشوف" و"راحت حلاوة زمان" والموسيقي "ادير" "زويت رويت" حيث عرفا كلا منهما نجاحا كبيرا ولم يزعجني أبدا، بل أعتبره اجتهادا من الفنان في تطوير الأغنية وهذا كله لإطراب وإعجاب الجمهور. * ألا تن سيد بن زينة أن استفحال هذه الظاهرة يضر بصاحب الإبداع؟ ** أصارحك، في حقيقة الأمر كل من يعيد أغنية ليست ملكه يعتبر خرق في حق صاحبه بل المساس بكرامته خاصة وإن لم يأخذ الموافقة مسبقا، لكن الأمور ليس كما تراها، نحن الفنانين لا حول ولا قوة لنا، المسؤولية ليست بأيدينا بل بأيدي شركات الإنتاج و ديوان حقوق التأليف الذين يتجاهلون حقوق الإبداع بل الكثير منهم يشجع الفنان دون أخذ الإذن من صاحبه، وكأنها ملك للجميع، هذا من المفروض يعتبر خطر في حق المؤلف،لكن "واش يدير الميت في يد غسالو"، نحن لا نملك الإمكانيات المادية وبالتالي لا نستطيع أن نفرض على الشركات، كما أن هذه الأخيرة كذلك تريد إلا المزيد من المال. * ما هي تجربتك و عدد الأغاني والكليبات في السوق؟ ** ثلاثون من مشواري استطعت أن أنجز فقط 13 ألبوما، أما فيما يخص إنتاج كليب فقد سبق وأن قلت لك بأن الأمر يكلف مالا كبيرا، لا أستطيع في هذه المرحلة رغم أنني أملك أغاني جديدة وناجحة "كالشاذلي وبلحسن"... وووو، مضيفا بأن الإشكال هنا يقع، حيث من المفروض على الشركات المنتجة أن تقوم بمساعدة أي فنان ناجح في إنتاج كليب بوسائله وأمواله الخاصة. * هل من جديد؟ ** لدي ستة أغاني جديدة منها ثلاثة جاهزة تحت عنوان "صالح باي"، "قالوالعرب قالوا" و"فراق غزالي" ستصدر بعد ثلاثة أشهر ذات طابع تونسي وقسنطيني، أما الثلاثة الأخرى فهي بالقبائلية في مرحلة التحضير كما لدي مشاريع أخرى وهي أغاني من كلمات لخضر كسري صاحب الغنية الشهيرة (شدوا بنتكم علي) الذي منح لي الموافقة. * كيف كانت زيارتك الى البويرة؟ ** زرتها للمرة الرابعة، الأولى كانت في السبعينات لأحياء عرس لعائلة صديقي كان يسكن بمحطة السكة الحديدة، أحبني الجمهور وتجاوب مع الأغاني مثلما حصل بهذا المهرجان بوسط منطقة تيكجدة. * هل من جولات داخل الوطن و خارجه؟ ** داخل الوطن فأنا دائما في الجولات، تيزي وزو، البرج، سطيف، بسكرة وقسمنطينة وها أنا اليوم بالبويرة بمناسبة هذا المهرجان ومناطق أخرى ممكن بالمدية، الجزائر، بومرداس وعنابة. أما بخارج الوطن لا أسبق الأحداث. * هل أنت معجب بالفريق الوطني؟ ** صراحة لا، لم يؤدي واجبه المطلوب، كما أنني متشائم من المستقبل خاصة بعد المقابلة الأخيرة والأداء السيئ الذي مني به ب 3 أهداف مقابل صفر أمام منتخب صربيا في ملعب 5 جويلية. كما أنني غير متفق مع خطة التخلي عن المحليين في المنافسات الدولية. * كلمة اختتام... ** مهرجان تيكجدة أعجبني كثيرا، وسر نجاحه هو التنظيم المحكم والفضاء الكبير الذي تتمتع به المنطقة لاستقطاب عدد كبير من المتفرجين، زيادة على أنها منطقة سياحية بحتة يستطيع أن يلتقي بها الفنانون من كل أنحاء الوطن لتبادل الخبرة و التجارب، فهي منطقة تتوفر على هياكل استقبال وعلى رأسها المركز الوطني للرياضة والتسلية والسياحة. كما أتمنى من الدولة أن تفكر في جعل هذه المنطقة السياحية منطقة لإقامة المهرجانات مثل منطقة "تيمڤاد بباتنة" تخصص للعائلات فقط، يكون فضاء يلتقي فيه السياح والفنانون من مختلف أنحاء الوطن والدول الأجنبية.