أسرت مصادر مقربة من المدرب الوطني رابح سعدان، أن هذا الأخير سر كثيرا بالمردود الذي يقدمه المهاجم الجزائري لنادي سيينا الإيطالي عبد القادر غزال مع فريقه في الكالتشيو، وذلك من منطلق أنه سيرفع من معنويات اللاعب خلال كأس العالم القادمة و يجعله يتحرر من كل الضغوط. كما عبر عن ارتياحه لكونه لم يخطئ في إقحامه دوما في التشكيلة الأساسية، خاصة في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة والتي كانت مناسبة للكثير من الأطراف لانتقاد خطط المدرب وخياراته التي عقمت الهجوم و جعلته يصوم عن التهديف، وبعد التألق الملفت "للغزال" فإن سعدان يكون قد اطمأن بشأن القاطرة الأمامية لأنها كانت هاجسه الأكبر في ظل غياب مهاجمين من المستوى العالي و يشاركون باستمرار مع أنديتهم. سعدان مطالب بانتهاج خطة تحرر غزال من العزلة ولكن التخوف الذي يشد أنصار الخضر هو اعتماد المدرب على نفس الخطط التي انتهجها خلال كأس إفريقيا للأمم الأخيرة و التي تسببت في عزلة غزال في وسط دفاع المنافسين، مما جعل أداءه يتراجع ويتلقى وابلا من الانتقادات على عدم تمكنه من تسجيل ولو هدف الشرف باعتباره قلب هجوم، وبالتالي فإن ثنائيته الماضية أمام جوفنتوس وأخرى أول أمس أمام باري دحضت كل الأقاويل التي انتقصت من قيمته وتأكد من خلالها أن العيب ليس فيه، وإنما في خطة المدرب الواجب عليه احترامها، وهو نفس التصريح الذي خرج به بعد نهاية الدور الأول من "كان" أنغولا، وبالتالي فإن الكرة الآن في مرمى سعدان، حيث يتعين عليه توظيف المهاجم بطريقة تمكنه من تفجير طاقاته والتحرر من المراقبة ومنها الوصول إلى شباك المنافسين. وقد انتقد ماسيمو ماكاروني، زميل غزال في سيينا، خطة سعدان في أمم إفريقيا والتي قال بشأنها إنها أضاعت غزال وذلك بسبب توظيفه كرأس حربة وسط عدد كبير من المدافعين الذين يعتمدون بالدرجة الأولى على الاندفاع البدني الكبير، وهي طريقة يعرف بها اللاعبون الأفارقة، كما أن انعزاله جعله يعود في كل مرة إلى الوراء لاستقبال الكرة و الهروب من المراقبة اللصيقة عليه وهو ما أدى إلى كثرة تحركاته بدون كرة وفقدانه جزء من طاقاته البدنية دون فائدة. عودة جبور ستحرره وتعطيه قوة إضافية ولأجل تبرير خياراته في كأس إفريقيا، فقد أكد المدرب سعدان أن عودة مهاجم أيكا أثينا اليوناني رفيق جبور إلى تشكيلة الخضر سيكون مفيدا لغزال، لأنهما سيلعبان جنبا إلى جنب في كاس العالم وبالتالي تخفيف الضغط على مهاجم سيينا وجعله أكثر تحررا، حيث وبالنظر إلى كونه يجيد اللعب بدون كرة فإنه سيسمح لجبور باللعب في مساحات واسعة نوعا ما خاصة وانه يحسن التوغلات، إذ أن سمعة غزال على الصعيد الأوروبي سيجعل مدربي المنتخبات المنافسة يركزون المراقبة عليه بأكثر من مدافع لإجهاض خطورته. صومه عن التهديف في نهائيات "الكان" له أسبابه ولعل الإنتقادات اللاذعة التي تلقاها غزال مؤخرا خصوصا في نهائيات "الكان" وكثرة المطالب بإبعاده عن المنتخب نظرا لصيامه عن التهديف الذي كان دوره الأول في المنتخب، كانت لها أسبابها الخارجة عن نطاق اللاعب، حيث أنه لا يلعب دوما كرأس حربة في فريقه الإيطالي وذلك من منطلق كونه متعدد المناصب، مما جعل مدربه يوظفه حسب التشكيلة المتوفرة وطبيعة المنافس، فهناك مباريات شارك فيها حتى في الدفاع ووسط الميدان، وبالتالي فلا ينبغي إلقاء اللوم عليه لعدم تسجيله للأهداف. ويكفي أن العروض المغرية التي وصلته من عدة أندية إيطالية، على غرار روما و باري، لتؤكد أن غزال له مكانة هامة في الدوري الإيطالي وإمكانياته الخفية لا يدركها إلا الإيطاليون. يعتبر من القلائل الذين يجيدون إثارة الأخطاء والاستفادة من الكرات الثابتة وأهم ما يتميز به غزال الخضر هو حنكته الكبيرة في إثارة الأخطاء على مقربة من مرمى المنافس، حيث يملك طريقة سحرية في تعمد السقوط وجلب انتباه الحكام الذين عادة ما لا يتأخرون في إعلان الخطأ لصالحه، وبالتالي فإن غزال رقم مهم للاستفادة من الكرات الثابتة، التي تكون عادة طريقة مثلى لتحقيق الانتصارات، وقد حل مهاجم سيينا ثانيا في قائمة تضمنت عشرة لاعبين الذين يرتكب عليهم أكبر عدد من الأخطاء في البطولة الايطالية في مرحلة الذهاب لهذا الموسم، حيث تحصل على 42 نقطة بعد وسط الميدان السويسري لاعب اودينيزي "غوغان انلر" الذي تحصل على 45 نقطة وهو الانجاز الذي يحسب للاعب المعروف بحيلته في دفع المدافعين لارتكاب الأخطاء عليه. الجزائريون أصبحوا يؤمنون بقدراته وبأحقيته في قيادة القاطرة الأمامية للخضر ويبدو أن اقتراب موعد كأس العالم، بات حافزا ومشجعا لغزال الذي ابتعد عن التهديف لفترة طويلة مع ناديه في الدوري الإيطالي ومع المنتخب الوطني في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، ما جعل الشكوك تحوم حول إمكانيات هذا اللاعب، لاستعادة بريقه، حيث عاد وسجل ثنائية أخرى في مرمى باري ليحقق فوزا هاما ومعطيا بصيصا من الأمل لفريقه الذي يتواجد في أواخر سلم الترتيب في صراع للابتعاد عن منطقة الهبوط. وبذلك فقد طمأن الجزائريون والعرب، وقبل كل ذلك مدربه رابح سعدان على أن أدائه في المونديال سيكون مختلفا عما كان عليه في أمم إفريقيا. وبهذا يكون غزال الجزائر قد رد بطريقة قوية على من شكك في مهاراته وقدرته على التسجيل، وأحقيته في قيادة القاطرة الأمامية للخضر في جنوب إفريقيا. أصبح ضمن كوكبة هدافي الكالتشيو وعلى صعيد آخر، حقق غزال قفزة نوعية ضمن ترتيب الدوري الإيطالي بعد تسجيله لثنائية ثانية ضد باري ضمن فعاليات الجولة 25 للدوري الإيطالي، حيث يكون بذلك قد وقع ستة أهداف في الكالتشيو متقدما على عدة نجوم على غرار لاعب روما دو روسي، كريسبو، لاعب جنوة و بيروتا، لاعب نادي روما.