بقدر ما كانت الأمطار المتساقطة في الأيام الأخيرة عبر مختلف مناطق ولاية سطيف، نعمة على الكثير، لاسيما فئة الفلاحين الذين استبشروا بعام "صابا"، فإنها بالمقابل كانت نقمة على المسؤولين الذين انكشفت عوراتهم، وراحوا يعلنون حالة طوارئ قصوى بالمشاريع المنجزة مؤخرا، خصوصا بالمنشآت الفنية من جسور وما شبه ذلك، أوشبكة الطرقات، هذه الأخيرة رغم حداثتها شلت عن آخرها بسبب كميات الأمطار المتهاطلة، كما هوالشأن بالنسبة للمنطقة الجنوبية للولاية، أين اجتاحت السيول الجارفة، الطريق الولائي رقم 64 الرابط عين ولمان ببلدية ببيضاء برج مرورا بعين أزال، الذي توقفت به حركة المرور بصفة نهائية ولمدة تقارب الساعة من الزمن، ولعل ما حير مستعمليه الوضعية التي آل إليها، كونه حديث الإنجاز استلم منذ فترة وجيزة، بالإضافة إلى انهيار جسر بقرية معفر الواقعة ببلدية صالح باي، أنجز حديثا بغلاف مالي يفوق 500 مليون سنتيم، لم يستطع مقاومة قوة السيول الجارفة خاصة تم إنجازه بمنطقة تصب بها عدة وديان تشق طريقها من أعالي الجبال المجاورة.. نفس الأمر ينطبق على الطريق الولائي رقم 66 الرابط بين بلدية بيضاء برج والتجمع السكني زراية، الذي غمرته المياه وبات عبارة عن برك مائية، وكان سببا في إتلاف مئات الهكتارات من حقول القمح والشعير بسبب انعدام دراسة كافية لصرف مياه الأمطار من قوارع الطرقات، أدى إلى تحول عدة مساحات إلى وديان وشهدت انزلاقا واسعا للتربة.. وقد تسببت هذه الأمطار أيضا، في إلحاق أضرار بالبيوت البلاستيكية ببلدية بئر حدادة هذه المنطقة الفلاحية التي يعتمد فيها فلاحوها بشكل واسع على البيوت البلاستيكية التي تضررت بحبات البرد التي صاحبت الأمطار.. من جهتها المنطقة الشمالية للولاية، تضررت شبكة طرقاتها بفعل الأمطار الطوفانية التي كشفت عن عيوب، التهيئة الحضرية بمنطقتي تالة إيفاسن وماوكلان، اللتين تحولت شوارعهما إلى برك ومستنقعات، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام..