والبذر شهرين كاملين، بسبب الأوحال والبرك المائية التي أتت كذلك على العديد من البيوت البلاستيكية التي تعرضت للتلف إثر التشبع الكبير للأرض بمياه الأمطار، إذ كانت التساقطات المسجلة في الموسم الحالي قد ساهمت في إنعاش جيوب الموالين بعد موجة جفاف كادت تعصف بمواشيهم فإنها سبب كل المتاعب التي يشتكي منها الفلاحون بتراب الولاية، إلا أن عملية الحرث والبذر تبقى متأخرة وفي هذا الشأن ذكر بعض الفلاحين ل "النهار"، أمس، أن كميات الأمطار المتساقطة، هذا الموسم، لم تسمح لهم بمواصلة عملية الحرث، خصوصا بالمناطق الجبلية التي يصعب وصول الجرارات وآلات الحرث إليها. ويتوقع هؤلاء المشتكون الذين قرروا الاستعانة بالدواب لتجنب سنة فلاحية بيضاء، أن يكون الموسم الفلاحي الحالي كارثيا بسبب التساقطات المطرية التي لا تزال متواصلة، الأمر الذي سيكرس تأخر هذه الحملة لأيام أخرى. من جانب آخر، أحالت الفيضانات التي شهدتها مناطق مختلفة بالولاية، العديد من أصحاب البيوت البلاستيكية على البطالة بعدما تعرضت محاصيلهم الزراعية الشتوية للتلف، مما ينذر، حسب المتضررين، بتسجيل تراجع كبير في الخضروات المبكرة التي تشتهر بها بعض المناطق الفلاحية بالولاية، ويطالب هؤلاء بفتح سجلات على مستوى المجالس الشعبية البلدية، لتسجيل الخسائر، تحسبا لإعلان بعض أو كل بلديات الولاية منكوبة فلاحيا. وهي خطوة استباقية من المزارعين لتقديم ملفات طلب التعويض عن الأضرار المحتملة، كما طالبوا بتوقيف العمل بالشروط المنصوص عليها في إطار الدعم المخصص لهم وبإعادة جدولة الديون قصيرة المدى التي تحصلوا عليها في إطار القروض الممنوحة لهم بصيغ مختلفة. ويأمل المتضررون أن تقوم الجهات المسؤولة بوضع برنامج لتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم بما يسمح بإنقاذ موسم هذه السنة، كون الكثير منهم أصبحوا غير قادرين على إعادة تنشيط مزارعهم التي تحولت إلى مسابح بفعل الفيضانات. من جهته، ذكر مصدر مسؤول بمديرية الفلاحة بأن مصالحه ليست مخولة باتخاذ أية إجراءات استعجاليه لفائدة الفلاحين الذين يتحدثون عن موسم كارثي، مشيرا إلى أن الإدارة المحلية ممثلة في الوالي وحدها فقط من يعلن حالة الطوارئ في مثل هذه الحالات، وتابع موضحا بأن الفلاحين الذين قاموا بتأمين محاصيلهم سيستفيدون من التعويضات في جميع الأحوال.