قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، إن الإعلام في الجزائر استطاع أن يقطع مسافات طويلة في فترة وجيزة، معتبرا أن الصحفي الجزائري برز بشموخ رغم قلة الإمكانيات المادية، واستطاع قهر هذه الظروف واستطاع أن يخلق فضاء تمكّن من خلاله الانطلاق في إنشاء تفاعل نشيط في الأفكار والآداء ويؤسس لإعلام واع ومسؤول. وأشاد الأمين العام ل "الأرندي" في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الناطق الرسمي باسم الحزب ميلود شرفي خلال الحفل التكريمي عشية اليوم العالمي للصحافة الذي أقامه التخمع بفندق السفير، أمس، بالأقلام التي وصفها ب "النزيهة" والتي حسبه "رفضت التلوث أو الكتابة بحبر عكر"، معتبرا بأن مثل هذه الأقلام تعبّر بحق وصدق وتحمل مواضيعها دائما دمغة جزائرية صرفة. وعبر المسؤول الأول في الحزب، عن امتنانه وتقديره الكبيرين لما حققته أسرة الإعلام التي صارت مصدرا هاما للمعلومة لمختلف وسائل الإعلام الأجنبية، بعدما كانت تستأثر هذه الأخيرة بالمعلومة الوطنية. وذكّر أويحيى بعشرات الشهداء من الأسرة الإعلامية الذين سقطوا خلال العشرية السابقة، دفاعا عن حرية التعبير والحرية والديمقراطية ضد الظلامية والأفكار البالية. وأضاف أويحيى في كلمته أنه "لا أحد ينكر أن الجزائري في السنوات الأخيرة تعلم الكثير، لأن الأحداث المتسارعة جعلته يعيش تجارب كثيرة على مختلف الأصعدة من خلال تعلمنا معنى الانتصارات والانتكاسات، كما تعلمنا التميز بين الصديق الحليف من العدو المتربص". وثمن الأمين العام ل "الأرندي" التغير الذي يطرأ يوميا على وسائل الإعلام، سواء من ناحية النوع أو الكم، موضحا أن الإعلام الجزائري استطاع بفضل تجاربه وخبرته أن ينهض بنفسه ويتأقلم مع محيطه الوطني ويفرض نفسه على المستوى الدولي. كما اعتبر المسؤول الأول عن التجمع، أن حرية الإعلام تعد معادلة صعبة، وأصعب ما فيها حسب أويحيى أنه لا يمكن تناولها بشكل بسيط، مؤكدا في السياق ذاته "إننا نعيش اليوم في دولة ترتبط فيها الحرية بالإعلام والإعلام بالحرية، حيث صار من غير الممكن يضيف أويحيى لأحد أن يتصور الجزائر دون حرية أو جزائر دون إعلام حر"، مشددا على أن الفضل في هذا التطور يرجع بالدرجة الأولى إلى أسرة الإعلام. وأضاف أويحيى أنه يستحيل اليوم أن يمر الاحتفال بهذا اليوم، دون الإشادة بالمستوى الرفيع الذي بلغته وسائل الإعلام، وعلى رأسها الإعلام المكتوب بشقيه العمومي والخاص. كما أعرب الرجل الأول في التجمع الوطني الديمقراطي، عن افتخاره بالأشواط الكبيرة التي قطعها الإعلام بعد عقدين من التعددية الإعلامية، أين أصبحت الجزائر تزخر بأكثر من 320 عنوان، منه 80 يومية، ووجود قرابة 4200 صحفي عاملين في القطاع العام والخاص. وبشأن مؤسسة التلفزيون، قال أويحيى إنه يأمل في أن تسمح الإمكانيات المادية والبشرية للمؤسسة في المستقبل المنظور، بفتح قنوات جديدة أخرى تكون سندا لباقة القنوات التي أطلت مؤخرا، حيث أوضح "إننا نأمل دائما إلى تحقيق هدفنا المتمثل في الشروع التدريجي في خلق التنوع في مجال السمعي البصري، الذي نراه حتمية لمواكبة التحولات العملاقة التي تشهدها الساحة الإعلامية، وهذا في شراكة بين القطاعين العام والخاص، في إشارة من المسؤول إلى أن الدولة عازمة على فتح مجال السمعي البصري، لكن بخطوات مدروسة ومتأنية، مثمنا في الوقت نفسه الدور الذي تلعبه الإذاعة الوطنية من خلال محاطتها الجهوية بمعية وكالة الأنباء الجزائرية.