سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخطاط السعودي عبد الله الصانع يستعد لإطلاق مشروع معرضه العالمي لنصرة الحبيب المصطفى من الجزائر تحت عنوان "رسول الرحمة والإنسانية وفضائله في المدينة المنورة"
صرح خطاط الكلمة الملكية السامية بالسعودية والفنان التشكيلي الدولي عبد الله عبد الرزاق الصانع، في حوار خص به "الأمة العربية"، على هامش الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للخط العربي بالجزائر العاصمة، أنه مستعد لإطلاق مشروع معرضه العالمي المتنقل للدفاع عن خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم من الجزائر، أملا أن تسهّل له المهمة من قبل رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة ليشرع قريبا في عرضه إيذانا بانتقاله في كثير من الدول العربية الإسلامية والغربية لإيصال الصورة الحقيقية للفن والحضارة الإسلاميين إلى الغرب. وقال رئيس قسم الخط العربي والفنون الزخرفية في وزارة التخطيط بالرياض سابقا، عن سبب اختياره لبلد الجزائر، إنها تتعانق مع المدينةالمنورة التي بدأت الدعوة والجهاد فيها منذ 14 قرنا، بحيث إنطلقت منها جحافل المسلمين لرد كيد الأعداء ونصرة الإسلام، والجزائر المجاهدة بدورها طردت المحتل الغاصب لأرضها، وفي تقديره التناغم والتقارب موجود أيضا من ناحية الخط العربي من خلال إكمال مسيرة الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه عبر مساهمتها في الحفاظ على هذا التراث المتوارث عبر الأجيال بتنظيم الملتقيات والمهرجانات التي تجمع الخطاطين والمزخرفين من شتى أصقاع العالم، ليتعارفوا وليتوحدوا على نصرة أصالة الحرف العربي والاهتمام بقواعده الثابتة. وأضاف "الصانع" المتدرب على يد كبار الخطاطين في العالم الإسلامي، كهاشم محمد البغدادي رحمه الله، أن المعرض الذي إختار له عنوان "رسول الرحمة والإنسانية وفضائله في المدينةالمنورة"، سيشتمل على العديد من اللوحات التي خطت بأم الخطوط وهو خط "الثلث"، بحيث تظهر درجة التفنن والمهارة في إبراز جمالية الخط العربي ونشر الفكر الأصيل، عبر إبراز صورة الإسلام المشرقة بالقالب الفني الراقي الذي يعكس غيرته وغيرة كل مسلم على إحدى مقومات الحضارة الإنسانية، خاصة في ظل الهجمات الشرسة والتكالب على استهانة وإهانة كل مسلم من خلال الإساءة إلى رسول الإسلام والرحمة وسيد الأنام عليه الصلاة والسلام، برسوم وأفلام مشينة مهينة لا يرضاها مسلم أبيّ شامخ. وفي هذا السياق، أشار محدثنا صاحب الصرخة الإسلامية التعريفية لخاتم المرسلين، إلى أن المعرض جاء للدفاع والرد على الجاهلين لسماحة ديننا الحنيف وموروثنا المساهم في تاريخ الحضارة البشرية بأحسن ما لدينا، بدلاً من أن نرد عليهم الإساءة بالإساءة استنادا لقول الله تعالى "وجادلهم بالتي هي أحسن"، وهي الطريقة التي لا تحرج المشاعر ولا تنفر أحدا ولا تقلل من قيمة الأديان السماوية، كما ذكر تبعا للآية الكريمة "لا نفرق بين أحد من رسله"، وأردف بقوله "هم عرضوا فنونهم المختلفة التي تحمل في طياتها الإساءة لنبينا الكريم، ونحن عرضنا فنوننا الإسلامية السمحة التي تمجد هذا الرسول وتظهر للعالم الغربي معجزاته وفضائله، وهو رد جميل لكل ما تعنيه أخلاق هذا الدين الحنيف وأخلاق سيد الكائنات، حيث قال الله عنه "وإنك لعلى خلق عظيم"، فأعطيناهم أحسن ما لدينا في كتاب الله الذي لا ينطق عن الهوى". وتحدث عبد الله عبد الرزاق عن أقسام المعرض الأول من نوعه، والخاص بمعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضائله في المدينةالمنورة، حيث يضم آيات شريفة وسبعة عشر حديثا نبويا، يبيّن معجزات الرسول وفضائله في المدينة موقعة بطريقة متشابهة وقالب موحد وبخط الثلث، فهي تشبه الفم الناطق المنفرج بشفتين عليا وسفلى، إشارة منه لتلك الأحاديث وكأنها خرجت من وسط الشفتين ناطقة بتلك المعجزات والفضائل، إضافة إلى قسم يتناول الأسماء العديدة للمدينة المنورة خطت على شكل قرص شمسي، واستخدم الفنان في ذلك التقنية الصوتية لأول مرة في تاريخ المعارض، حيث تصاحب كل لوحة معروضة في الدول الغربية غير الناطقة باللغة العربية سماعات تتدلى، حيث سيسمع المشاهد الآية تجوّد بالصوت الندي للخطاط نفسه، فتضفي للوحة بعداً جمالياً وروحانياً يهز المشاعر ويبعث الشوق في قلب الرائي لزيارة المدينة وتملأه السكينة، لاسيما وأن الصانع عمل لفترة في إذاعة القرآن الكريم بالسعودية وكان يتولى بنفسه مهمة القراءة والترتيل والتجويد، إلى جانب ترجمة وشرح الأحاديث والآيات باللغة الإنجليزية. هذا، وسرد الصانع تطور الحروف منذ أكثر من مائتي عام بقوله "تسلسل وتطور الحرف العربي انتهى بشكله الحالي الذي يمثل الحضارة الإسلامية، حيث كتبت بهذه الأحرف العلوم والآداب وسائر الفنون العربية والإسلامية"، وقد دلت التجارب على أن هذا التطور هو آخر ما وصلت إليه من الإصلاح والتهذيب، وتأسف خطاط أختام الملوك من بعض الخطاطين أو الكتاب أو الباحثين من يريدون اختراع طرق جديدة لتحقيق هذا الإصلاح لتكون الكتابة مطابقة للنطق كما يقولون، وحسبه فهم يريدون تدمير تراثنا المتمثل في الحرف العربي الأصيل، بهدم قواعده المتينة وإنتاج خطوط جديدة أسموها بأسماء لا تمت إلى الأصالة والتراث بشيء مثل الخط الحر و الخط العصري والخط الكمبيوتري. وفي هذا المقام، دعا أستاذ الخط العربي في وزارة التربية والتعليم سابقا، إلى ضرورة تثمين هذا الجهد المحمدي المدائني ونشره وتشجيعه من خلال إقامة المهرجانات الفنية المحلية والعربية والدولية ذات الصلة بالخط العربي لتفعيل عملية التأصيل الفني بكل تفرعاته وأشكاله ومواكبة تطوير الفن الإسلامي، إضافة إلى تشجيع الدراسات والبحوث العلمية التي تخدم أجمل الرموز الإسلامية.