مندوبو الجامعة العربية اجتمعوا أمس من أجل دراسة الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل ضد قافلة الحرية ،"موت يا حمار"، كان الأفضل أن يمروا على الجريمة مر الكرام "كمن لا سمع، ولا درى"، فالصمت ربما في مواقف مثل هذه أكرم، فهل يعني اجتماع المندوبين سيحرك الأساطيل البحرية الصدئة، أم يقرر المندوبون كسر الحصار رغم أنف المعتدي..؟ لا هذا ولا ذاك، ما يمكن أن يفعله المندوبون، هو أن "يندبو" بمعنى يلطموا الخدود من أسفل إلى أعلى، وإن كانت قمة الرؤساء العرب لا يمكن أن تشكّل حدثا في حد ذاتها ولا حتى يمكن أن تحرك الأمور، فمالذي يمكن أن يقدمه مندوبون لا حول ولا قوة لهم؟ ومن الغريب أن مجلس الأمن عقد اجتماعا طارئا بعد الاعتداء مباشرة حتى وإن كان اجتماعه لا يقدم أو يؤخر في شيء، ولكن مندوبي الجامعة العربية، التي تجتمع، ليقول أمينها العام عمرو موسى كلاما مهذبا ودبلوماسيا، أعظم ما فيه "إدانة بشدة"، لم يستيقظوا مع الفجر بعد الجريمة، ولكنهم استيقظوا بعد العصر "ليلعنوا غزة وأبو غزة التي أفسدت برنامجهم المعتاد"، ومرة أخرى "موت يا حمار". وقيل أيضا إن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في قمة أخرى، والأكيد أن قمم العرب حطمت الرقم القياسي من حيث طولها، فهي أكثر طولا من قمة "إيفرست"، لكنها تتمخض فتولد بيانا ولدته العام الماضي والعام الذي قبله، يتغير تاريخه فقط. بالمناسبة أحد وزراء الخارجية العرب سألوه يوما عن رأيه للذي يحدث لألبان كوسوفو، فرد أنه لا يشرب سوى ألبان المراعي، ليست نكته، وفعلا صدق الذي قال "ياو يخدع لي يامنكم".