على زرقة مياه المتوسط شمالا و نقاء كثبان الصحراء جنوبا, فيما تبسط النخلة المعطاة سعفاتها الخضراء في كل اتجاه لتكتب بمداد الجمال مساحة شاسعة تمتد بين شطان البحر الأبيض المتوسط شمالا و بينأعماق الصحراء الكبرى جنوبا زاخرة بثروات من المقاصد السياحية المتنوعة فان شئت بحرا فان أمامك الفينة و مائة كيلومتر من الشواطئ الجميلة النظيفة ذات الشمس و الهواء و الطقس المتوسطي المعتدل وإن شئت الصحراء ففيها امتداد لا ينتهي و جمال ساحر يمزج فيه الإنسان أصالة تقاليده و ثرواته مع صدق ترحابه وجودهأما الجبال و المرتفعات الجزائرية ففيها ما يشتهي الراغب في التمتع بجمال الطبيعة أو لهواة التزلج الأبيض في مرتفعات الشمال أو على الرمل الأصفر الناعم في الجنوب الصحراوي الذي يتميز هو الأخر بالفاو مائتي كيلو مترا. في طريقنا تغلغلنا في مدينة سمية بجوهرة الواحات هي غرداية ساحرة بزوارها, فالزائر لهذه المنطقة ينبهر لرؤية قصورها السبع العظيمة وكذا معاملها الأثرية التي شكلت حضارة عتيقة عبر مرور التاريخ و الأزمان .فمن جمال البحر و بهاء الشواطئ شمالا نمضي بكم إلى شساعة الصحراء و نقاء الرمل جنوبالنرصد لكم عبر رحلة سياحة تعانق فيها الحاضر مع الماضي و امتزجت فيها عراقة التقاليد مع حداثة العصرنة لينتج هذا التزاوج السحري صورة فسيفسائية غاية في الحسن و البهاء معكم إلى قلعة من قلاع التواصل و بوابة من بوابات الإطلالة على كنوز متناثرة و طبيعة ساحرة و علامات نادرة , في حاضرة غرداية عبق الماضي و روعة المكان الراسية هناك و المعانقة لعبق مسكي ولون جمالي قل نضيره. هذه المنطقة التي تعد قبلة سياحية هامة تزخر بماض حافل تشهد عليه المخلفات الأثرية للحضارات المتعاقبة على المنطقةأهمها القصور التي تميزت ببنائها العمراني الفريد من نوعه الذي أكسى المنطقة حلة جمالية قل نضيرها. قصور و بناء عمراني جسد حضارة و خلدها عبر الأزمان عجزت العصرنة على طمس أصالة مخلديها كما يجد الزائر لغرداية معالم أثرية و عمرانية أهمها المعالم الدينية كالمساجد العتيقة للقصور و مصليات المقابر و كذا المعالم الدفاعية التي تتمثل في الأسوار و المداخل و أبراج المراقبة بالواحات كسور بني يزقن و من المعالم الأخرى المميزة لتاريخ المنطقة و التي مازالت تحافظ على عراقتها و أصالتها أسواق المدينة كسوق غرداية و سوق بني يزقن اللذين مزالا لحد الساعة يعتمدان على طريقة البيع بالمزاد العلني .فغرداية بجمالها وروعة مكانها و أصالة حضارتها و ترحاب سكانها سياحة لا تنتهي تبقى دائما جوهرة لا تحول نبيلة و مضيافة وكلما تذكرنا لياليها زادت فينا نبرة الاشتياق فالحياة فيها تذكرنا بحياة حلاوة العشاق فمنا لها وفاء ليس ككل الوفاء انه وفاء و مودة المحبين التي أسرت بجمالها أعين النضر وتركت بصمة في قلب الزائر .