لم يستطع المنتخب الوطني تحقيق هدف المرور إلى الدور الثاني في مونديال جنوب إفريقيا بعدما أخفق في تسجيل الهدف الذي طالما انتظره الجميع أمام المنتخب الأمريكي في المباراة التي جمعت بينهما أمس في بريتوريا، حيث عجز المهاجمون عن فك العقدة و طرد النحس الذي طارد الخضر لحفبة طويلة من الزمن، وكان بإمكان مطمور وجبور فعل ذلك خاصة في الشوط الأول، لكن سوء الحظ وشيء من التسرع حالا دون ذلك. وسير أشبال سعدان المباراة جيدا، لكن التعب والإرهاق أو بالأحرى الفارق البدني بين لاعبي الفريقين كان واضحا، إذ كان الأمريكيون الأحسن مما جعلهم يشكلون ضغطا كبيرا على منطقة الحارس مبولحي، هذا الأخير كان له الفضل الكبير في خروج المنتخب الوطني منهزما بأقل فارق و مسؤولية الهدف الأمريكي لا يتحملها أبدا لأن اللاعب لم يكن مراقبا. وبذلك انتزع المنتخب الأمريكي بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، حيث رفع رصيده إلى خمس نقاط ليحرز صدارة المجموعة ويتأهل إلى الدور الثاني مع نظيره الإنجليزي الذي تغلب على المنتخب السلوفيني ليرفع رصيده إلى خمس نقاط أيضا، بينما انتهى مشوار المنتخبين الجزائري والسلوفيني في البطولة، حيث تجمد رصيد سلوفينيا عند أربع نقاط في المركز الثالث مقابل نقطة واحدة للجزائر في المركز الرابع و الأخير. وكادت المباراة تنتهي بالتعادل السلبي، وهي النتيجة التي كانت ستكتب نهاية مشوار الجزائر وأمريكا في البطولة، لكن لاندون دونوفان خطف هدف الفوز لأمريكا في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع ليهدي بلاده بطاقة التأهل. ورغم كل ما حدث، فإن البكاء على الأطلال لن يكفي ومن الواجب على كل الجزائريين الافتخار بهذا المنتخب الذي له مستقبل زاهر بشهادة الكثير من أهل الاختصاص، ولا زالت هناك المزيد من المنافسات التي تنتظر الجزائر على غرار إقصائيات كأس إفريقيا للأمم وكذلك إقصائيات مونديال البرازيل لسنة 2014. شاوشي عاد إلى تصرفاته الصبيانية ومكانته تضيع أمام مبولحي أثارت تصرفات الحارس فوزي شاوشي موجة من الاستياء داخل معسكر الخضر قبل مواجهة مواجهة المنتخب الأمريكي، أمس، حيث طلب شاوشي ليلة الثلاثاء من المدرب رابح سعدان تفسيرات حول عدم إشراكه في ذات المباراة لكونه بات جاهزا ولا يعاني من أية إصابات. وكان نفس اللاعب قد احتج على مدربه يوم الجمعة الماضي بسبب إبقائه على مقعد الاحتياط في مباراة الجزائر أمام إنجلترا. هذا، وقد تعرض شاوشي لإصابة خفيفة في الركبة يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما جعل الطاقم الفني يستبدله بالحارس وهاب رايس مبولحي الذي كسب ثقة الجميع بعد أدائه الرائع أمام إنجلترا وكذلك في مباراة أمس أمام المنتخب الأمريكي، حيث تصدى لكرات عديدة خطيرة، وبالتالي فإنه من المنتظر أن تصدر الإتحادية الجزائرية لكرة القدم عقوبة قاسية في حق شاوشي، خاصة وأن سعدان كان قد حذره من عدم الانضباط والإخلال بالنظام الداخلي للمنتخب. العقم الهجومي يتواصل والأنصار يتساءلون عن الجدوى من إقحام صايفي وغزال؟ رغم أن الجزائريين كانوا متفائلين بتسجيل أول هدف في المونديال خلال مباراة أمريكا أمس، إلا أن الحظ وسوء التركيز لم يكونا إلى جانب لاعبي الخضر، حيث ضيع جبور هدفا محققا في بداية الشوط الأول عندما استقبل الكرة وروضها جيدا بالصدر ثم قذفها مباشرة باليمنى، لكن العارضة كانت بالمرصاد وأنقذت مرمى الحارس الأمريكي هوارد. كما حاول مطمور في العديد من المرات التسجيل من بعيد، لكن دون نتيجة نظرا للضغط الشديد الذي كان يعاني منه، بينما لم يكن لدخول غزال وصايفي أي تأثير على الأداء الهجومي ولم يقوما بأي جهد، بل أن صايفي كان المتسبب في هدف الأمريكيين، لأنه استقبل كرة على المقاس من مطمور وكان قادرا على وضعها في الشباك، لكن رأسيته كانت ضعيفة جدا وعشوائية وذهبت مباشرة إلى ذراعي الحارس الأمريكي، ومباشرة بعدها تمكن دونوفان من تسجيل هدف التأهل لفريقه إثر هجمة معاكسة. مجهودات لقاء إنجلترا أثرت على المردود البدني للاعبين كان باديا للعيان أن لاعبي المنتخب الوطني تأثروا كثيرا من الناحية البدنية بعد المجهودات الجبارة التي بذلوها خلال المباراة الماضية أمام المنتخب الإنجليزي، وهو ما أدى بهم إلى ارتكاب العديد من الأخطاء خاصة في وسط الميدان، حيث تحصل كل من يبدة و لحسن على إنذار، وهو ما يعكس أيضا الاستعداد البدني الذي كان عليه الأمريكيون. تصرفات غير مقبولة ليبدة وعنتر يحيى مع الحكم خرج المنتخب الوطني من المونديال ببطاقتين حمراوين، حيث نال الأولى المهاجم غزال في مباراة سلوفينيا، فيما تشرّف المدافع والقائد عنتر يحيى بحمل الثانية في لقاء أمس، ولحسن الحظ كان ذلك في اللحظات الأخيرة وإلا لعاد سيناريو مدينة بانغيلا الأنغولية خلال كأس إفريقيا الماضية أمام المنتخب المصري، حيث خرج لاعبو الخضر عن توازنهم وارتكبوا حماقات جديدة أمام الحكم البلجيكي الذي لم يتسامح معهم خاصة يبدة وعنتر يحيى، يحدث ذلك رغم أن لجنة التحكيم للفاف قدمت دروسا كثيرة للاعبين قبل بداية المونديال حول التحكيم، ولكنهم يبدو أنهم لم يحفظوا الدرس جيدا.