ارتفع معدل الجزائريين الذين يفضلون السياحة في تونس خلال منتصف هذا الشهر، أكثر من منتصف شهر جويلية من العام الماضي، ورغم الإمكانيات السياحية التي تزخر بها الجزائر إلا أنها تفقد سنويا الكثير من العملة الصعبة التي ينفقها الجزائريون في تونس بسبب الخدمات الجيدة التي تقدمها السياحة التونسية مقابل ما تقدمه الجزائر. كشف مصدر ل "الأمة العربية" أن الجزائر تفقد سنويا الكثير من الأموال بالعملة الصعبة التي ينفقها السواح الجزائريون خارج حدودهم، وتحتل تونس المرتبة الأولى من ناحية إقبال السياح عليها، معتبرا أن الجزائر بهذه الطريقة تخسر الملايين من العملة الصعبة. وأضاف المصدر ذاته أن المعالم السياحية في الجزائر لم تخسر السياح الأجانب فقط، بل صارت تخسر حتى السياح المحليين، وهو ما يفوت على الجزائر مداخيل معتبرة. واعتبر المصدر أن قلة الإمكانيات في الخدمات السياحية في الجزائر، هي التي جعلت السياح الجزائريين يتجهون إلى تونس، خاصة وأن الخدمات هناك على أعلى مستوى، فضلا عن انخفاض التكاليف. واستغرب المصدر من الحديث الذي يروج لفكرة استقبال السياح الأجانب، في الوقت الذي لم نستطع استبقاء السياح المحليين في بلادهم، مشيرا إلى أنه رغم ما تبذله الدولة في هذا الإطار "إلا أننا مازلنا نراوح مكاننا". وقال المصدر إنه مازلنا لم نصل بالسياحة حتى إلى المستوى "المقبول" مع تدني الخدمات السياحية وغياب ثقافة السياحة لدى المسؤولين، وحتى عامة الناس، موضحا أنه تنقصنا حتى ثقافة استقبال الأفراد على مستوى الفنادق، حيث اعتبر أن السياحة يتوجب أن تبدأ من المطار من أول لحظة ينزل فيها السائح إلى غاية نهاية عطلته، معتبرا أن إجراءات الاستقبال على مستوى المطارات والبيروقراطية كلها عوامل "تنفير"، سواء للسياح الأجانب أو الجزائريين المقيمين في الخارج، ربما هي أحد الأسباب التي جعلت الجزائريين في المهجر في بعض الأحيان يختارون أماكن غير الجزائر للسياحة، يضيف مصدرنا. ونفى المصدر إمكانية استقبال الجزائر لعدد كبير من السياح، رغم ما تزخر به الجزائر من مواقع سياحية تغري أي سائح، معتبرا أن عدد السياح في لغة السياحة يحسب بعدد الأسرّة، وعدد الأسرة في الفنادق الجزائرية ضئيل جدا، هذا فضلا عن تدني الخدمات اللازمة، معتبرا أنه يتوجب أن نوقف تدفق السياح الجزائريين أولا نحو تونس من خلال تقديم خدمات جيدة للجزائريين في بلادهم، وإعادة دراسة الأسعار الخاصة بالفنادق وأماكن الترفيه، وغيرها من الأمور التي يحتاج إليها السياح، وبعدها يمكن الحديث عن السائح الأجنبي. وقال المصدر إنه من الغريب أن تنخفض أسعار الفنادق والكثير من الأشياء التقليدية التي يحبها السياح خلال فصل الصيف في مختلف البلدان، بينما ترتفع عندنا الأسعار، وهذا ما يعتبر قصر نظر ونقطة سلبية بالنسبة للسياحة الجزائرية.