ركز قادة الدول الإفريقية في المشاركون أشغال القمة 15 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي افتتحت أمس الأحد في كامبالا على مناقشة القضايا المتعلقة بصحة الأمومة والطفولة، وكذا التنمية الاقتصادية إلى جانب التطرق إلى المسائل الأمنية في القارة. أعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمام القادة الأفارقة بالعاصمة الأوغندية عن ارتياح الجزائر للتقدم المحقق في عملية انجاز وكالة تخطيط و تنسيق، خاصة بمبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا "نيباد". وأوضح الرئيس بوتفليقة خلال القمة 23 للجنة رؤساء الدول والحكومات المكلفة بتطبيق النيباد أن الأمر يتعلق بانشاء وكالة عملية تتوفرعلى أدوات وطاقات ضرورية لتسهيل عملية تجسيد ومتابعة مشاريع الادماج الاقليمي والقاري. كما أشار رئيس الدولة إلى الأهمية المرتبطة بتعزيز العلاقات الوثيقة للتنسيق بين وكالة النيباد و المجموعات الاقتصادية الاقليمية التي تشكل محركا للادماج. وبخصوص تقييم الشراكة أوضح الرئيس بوتفليقة أن هذه المسالة ينبغي أن تظل "انشغالا يحظى بالاولوية" بالنسبة للهيئات الإفريقية وبخاصة لوكالة النيباد، مضيفا أن ذلك سيسمح بتوفير العناصر التي من شأنها اثراء نقاش جوهري مع البلدان المتقدمة حول التطور الضروري للآليات وجوهر التعاون الدولي في ظل اقتصاد معولم. وتابع رئيس الجمهورية يقول "اننا مطالبون بمواصلة الدفاع في اي مكان و زمان على التصور الذي لدينا عن المساعدة على التنمية، والتي لا نريدها فقط كبيرة في الحجم وانما كذلك متجددة التصور بشكل يجعلها اكثر وضوحا وأكثر فاعلية و بخاصة موجهة بنجاعة نحو الأولويات التي حددتها مبادرة الشراكة الجديدة من اجل تنمية إفريقيا "النيباد". كما جدد التأكيد على أهمية مواصلة الجهود من اجل ضمان مشاركة منصفة لإفريقيا في الحكامة العالمية بما في ذلك اكبر تمثيل في تشكيلة مجموعة 20. وللتذكير فان خيار انشاء وكالة لها مهمة وكالة لتنمية القارة الإفريقية قد تم اقراره خلال قمة التفكير حول النيباد التي عقدت بالجزائر في مارس 2007. وبتلك المناسبة تم تحديد معالم تلك الهيئة و الخطوط العريضة لعهدتها فاتحة الباب للقرار النهائي المتمثل في انشاء الوكالة من قبل جمعية رؤساء دول الاتحاد الإفريقي في شهر يناير 2010. كما تمحورت اشغال هذه الدورة ال23 للنيباد حول تقييم النتائج المحققة في اطار المشاركة الإفريقية في اشغال فرع إفريقيا في مجموعة ال8 بموسكوكا الكندية، فضلا عن مداولات مجموعة 8 يومي 25 و 26 جوان الاخير بكندا. في هذا الصدد تمت الاشارة إلى اهمية مسار تقييم الاطراف للالتزامات المدرجة في اطار الشراكة التي تربط هذه المجموعات. ومثل هذا التقييم تم اجراؤه بموسكوكا وتقرر بالتالي القيام مستقبلا و مرة كل عام بمثل هذا التقييم من أجل فتح حوار يرمي الى تحقيق نتائج على أساس نتائج عمليات التقييم الخاصة بكل بلد. وفيما يخص المنشات القاعدية الاقليمية والقارية عينت لجنة رؤساء الدول و الحكومات المكلفة بتوجيه النيباد الجزائر عضوا في برنامج العمل الافريقي 2010-2015 بهدف اعطاء دفع لتجسيد ومتابعة المشاريع الكبرى الاقليمية و القارية الخاصة بالمنشآت القاعدية. وعليه سيتم تكليف الوزراء بهذه المهمة تحت اشراف رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في هذه اللجنة، مما سيعطي دفعا سياسيا والخبرة المطلوبة لتدارك التأخر الذي تشهده القارة في مجال المنشآت القاعدية التي تعد "ضرورة حيوية" لتتمكن افريقيا من تحقيق وتيرة نمو عالية ومتواصلة. وفي هذا الشأن قدم الرئيس بوتفيقة في مداخلته الخطوط العريضة للبرنامج الاستثماري الذي اطلق قبل عشر سنوات و الاهداف المنشودة من هذا البرنامج. وأكد الرئيس بوتفليقة على مسالة الادماج الاقليمي للبرامج الوطنية الخاصة بالمنشات القاعدية التي اطلقت في مجال نقل الطاقة و تكنولوجيات الاعلام و الاتصال. وأوضح رئيس الدولة انه "علاوة عن مهمتها الوطنية فان البرامج الكبرى التي باشرتها بلادي في اطار مختلف مخططاتها التنموية هي عوامل تسهل عملية الاندماج الاقليمي و القاري". و أضاف ان هذه المشاريع "من شانها ان تعكس دور الجزائر كهمزة وصل و مفترق للتواصل و التبادل بين افريقيا و المتوسط و العالم العربي و الفضاء الاسلامي الشاسع". و أكد الرئيس بوتفليقة ان هذه المشاريع تاخذ في الحسبان الرغبة في "تقديم مساهمة معتبرة في عملية تشييد قطب نمو كبير يكون في مستوى التطلع المشروع لافريقيا لتجاوز التهميش الذي تتعرض له منذ زمن في الاقتصاد العالمي". وأشار رئيس الدولة في ذات الاطار الى بعض المشاريع الكبرى "الادماجية" سيما الطريق السيار شرق-غرب و الربط الكهربائي مع تونس و المغرب و الطريق العابر للصحراء الرابط بين الجزائر و لاغوس و مشروع الانبوب الناقل للغاز الرابط بين نيجيريا و الجزائر و كذا مشروع الربط بالالياف البصرية.