رمضان من المفروض أن يكون شهرا للرحمة والتراحم وتهذيب النفس، ففيه تكبّل الشياطين، لكنه عندنا يطلق سراحها من نفوس بعضنا حين يصير هذا الشهر مجرد مشكلة تعطل التفكير السوي لدى أغلبنا. فبدل من التعقل، نصاب بالجنون من أول يوم إلى آخر يوم من شهر الرحمة. وعن الرحمة، فإنها تضيع في شهر الرحمة، حين يصبح الشهر الفضيل مجرد شهر للكسب لدى البعض، ينتظره أصحاب النفوس الضعيفة والجشعة طيلة العام من أجل أن يسلطوا جنونهم على الخلق، ويصبح الصيام الذي من المفترض أن يهذب النفس ويؤدبها عقابا حقيقيا لدى البعض، خاصة على مستوى الإدارات، فيتغيب الموظف لأنه ينام إلى منتصف النهار، وحين يأتي في منتصفه ينظر إليك وكأنك ارتكبت جريمة في حقه. ماذا فقط لو وضعنا هذا الشهر المبارك في مكانه وأعطيناه وأنفسنا حقه، فابتسامة واحدة تكفي لتشرق على الجميع، ومعاملة بسيطة من أي موظف تكفي لإطفاء غضب قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. وإن كانت الشياطين قد كبلت في هذا الشهر الذي فيه من الخيرات ما فيه، فلماذا يريد بعضنا إطلاق سراحها من عقالها، ويجعل من نفسه شيطانا آخر؟