في صفعة قوية وجهت للموساد الإسرائيلي، حقق الجيش اللبناني إنجازاً نوعياً جديداً يضاف إلى الضربات السابقة التي تلقاها في حربه الخفية ضد المقاومة والجيش بعدما فشل في حربه العسكرية ضدهما. وكشفت مصادر قضائية لبنانية، أن مديرية المخابرات في الجيش تمكنت في أوت الماضي من توقيف أحد الأشخاص والذي أظهرت التحقيقات معه أنه بدأ التعامل مع المخابرات الإسرائيلية اعتباراً من عام 1996، بعد تجنيده من قبل أحد العملاء من أقربائه الذي كلفه بمهمة مراقبة أبناء منطقته وجمع المعلومات عن عناصر المقاومة، مقابل راتب شهري. وأضافت ذات المصادر، أن مديرية المخابرات تمكنت أيضا في نفس الشهر من توقيف عميل للموساد الإسرائيلي بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة، نظراً لوجوده داخل أحد المخيمات الفلسطينية، وقد تكتمت مديرية المخابرات حول طبيعة العملية الأمنية النوعية التي بموجبها تم توقيف هذا العميل، مشيرة إلى أن الكشف عن تفاصيلها سيكون لاحقاً وفي الوقت المناسب. وفي ذات السياق، كشفت المصادر ذاتها، أن العميل السابق كان يتلقى اتصالات هاتفية من رقم هاتف محدد في دولة أوروبية يستخدمه الموساد الإسرائيلي، حيث كان يطلب منه الموساد معلومات حول أماكن لبنانية. وكان لبنان اطلع الشهر الماضي، المجتمع الدولي على تفاصيل شبكات التجسس العاملة لصالح إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية بما في ذلك القيام بتفجيرات وعمليات اغتيال لشخصيات لبنانية وتدمير لمنشآت البنى التحتية في البلاد وإثارة فتنة طائفية وطالبه باتخاذ موقف حازم بشأنها. وجاءت التفاصيل في رسالتين متطابقتين سلمهما الشهر الماضي، المندوب الدائم للبنان لدى الأممالمتحدة، السفير نواف سلام، إلى كل من السكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي "مندوب تركيا". وقال سلام في الرسالتين "أن هذه الشبكات تشكل تهديدا من جانب إسرائيل للأمن العسكري اللبناني وللأمن الوطني عن طريق الإيعاز إلى عملائها للقيام بأعمال تخريبية من خلال التفجيرات وعمليات الاغتيال لشخصيات لبنانية ومن خلال القيام بعمليات إرهابية والاعتداء على منشآت البنى التحتية في لبنان، فضلا عن إثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان من خلال تجنيد بعض الأشخاص لجمع معلومات يمكن استثمارها في خلق فتنة داخلية" وشدد السفير اللبناني في رسالتيه على أن اختراق هذه الشبكات للأمن الوطني اللبناني من شأنه اشاعة أجواء التوتر في الشرق الأوسط وعلى الحدود الدولية وتهديد السلم والأمن الدوليين، مطالبا مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف حازم حيال هذا العدوان الإسرائيلي بعدما أشارت اليه تقارير السكرتير العام للأمم المتحدة". مضيفا أن عملاء اجهزة المخابرات الإسرائيلية قاموا بتجنيد اشخاص عملوا على إثارة الحقد والضغينة ضد دولة شقيقة"، في إشارة غير مباشرة إلى سوريا. وكانت الأجهزة الأمنية من مخابرات الجيش وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي قد تمكنت في السنوات الأخيرة من كشف العديد من شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل. واكتشفت السلطات الأمنية اللبنانية اكثر من 150 متهم أو مشتبها بتعامله مع إسرائيل، أحيل بعضهم إلى القضاء وصدرت بحق أربعة منهم أحكام بالإعدام، بينما لا تزال الأجهزة الأمنية تحقق مع بعض الموقوفين لديها.