أعلن أمس عن اتفاق جزائري بريطاني لتكوين 6900 شاب جزائري خلال الفترة المقبلة، برسم برنامج "مواطنون نشطون" الذي أطلقه المركز الثقافي البريطاني بالتعاون مع القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية. وأوضح "بن براهم" برسم حفل توقيع مذكرة التفاهم يوم أمس، أن "مواطنون نشطون" برنامج تفاعلي من شأنه ترسيخ قيم المواطنة وتجسيدها كواقع حقيقي، مفيدا أنّه في مرحلة أولى، سيتم تكوين 150 شابا رائدا عبر أربع دورات انطلاقا من الشهر القادم، بالمركز الدولي للكشافة بسيدي فرج وبتأطير من خبراء وطنيين وأجانب. وفيما ذكر أنّ المنظمة الكشفية تستعد للموعد من خلال تكوين مكونين في الأردن ولبنان، أوضح بن براهم أنّ ال150 شابا رائدا سيتولون بعد إتمام تكوينهم في مارس القادم، بتكوين آلاف الشباب الآخرين وفق نمط “تكوين المكوّنين” وهو ما سيمكّن في فترات قادمة من تكوين 6750 شابا، ما يرفع إجمالي الشباب المُكوّن إلى 6900. وتوقع بن براهم نجاحا لبرنامج "مواطنون نشطون"، مستدلا بنجاح مشروع تفاعلي سابق سمح بتكوين 30 شابا قبل سنتين، وبرر قائد الكشافة المشروع المستحدث بكونه يتناسب مع احتياجات المجتمع المدني. وأوعز المتحدث أن التركيز جار من أجل إنتاج شباب رائد ومتشبع بقيم المواطنة وهي قيمة مضافة بإمكانها إنضاج ثقافة المواطنة التي تحتاج إلى تطوير وتعزيز في الحياة اليومية للجزائريين. كما لفت بن براهم أن الاتفاق الجزائري البريطاني سيعزز ما سماها "المواطنة الفاعلة"، من خلال ميلاد جيل جديد من الشباب الرواد الذين سينهضون بإحياء قيم المواطنة بين الشباب في الجزائر التي تضمّ 12 مليون بين شباب متمدرس وجامعي. وأوضح بن براهم أن الهيئة الكشفية ستوفر كافة الهياكل الخاصة بالتكوين، بينما يتكفل المركز بإحضار الخبراء، النقل وغيرها من التفاصيل. من جهته، أشار "جريمي جاكبسون" مدير المركز الثقافي البريطاني بالجزائر، أن مشروع "مواطنون نشطون" يروم إنتاج مواطنين مسؤولين وفاعلين، وكوكبة من الشباب الذين يتمتعون بالحس الاجتماعي والروح الجماعي وذهب جاكبسون إلى أنّ المشروع سيحظى بنجاح كبير، معتبرا أن الخطوة ستمهد لتبادل نوعي للخبرات، فضلا عما تتيحه من تنسيق متكامل وشامل على المدى الطويل من جهته، قال "أندرو هندرسون" السفير البريطاني بالجزائر، إن سفارته تدعم مشروع "مواطنون نشطون" بقوة، واصفا إياه ب"النوعي" و"الطموح"، وأبرز هندرسون قناعته أنّ المشروع المذكور سيساعد الشباب كثيرا في الجزائر. جدير بالذكر أن برنامج "مواطنون نشطون" يشمل سبعة دول هي الجزائر ومصر ولبنان والأردن وسوريا وفلسطين وبريطانيا، وهو يتوزع على مجموع ورشات تكوينية، مشروعات اجتماعية ومبادلات إقليمية ودولية. ويقول واضعو البرنامج، إن الأخير يمكن المستفيدين منه من تفهم أفضل لمجتمعاتهم، لذا جرى التركيز على انتقاء شباب متميز تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، وتكوينهم على معالجة وحل المشكلات الاجتماعية، المشاركة في مسار القرار، فضلا عن الإسهام بفعالية في دعم وحدة وتلاحم الأمة.