تقليص آجال دراسة ملفات التأشيرة نحو بريطانيا إلى 15 يوما 20 شركة بريطانية مهتمة بعقد شراكات مع نظيرتها الجزائرية أكّد السفير البريطاني بالجزائر أندرو هندرسون أمس أنّ المصالح القنصلية لبلاده صارت تتعاطى مرونة أكبر في منح التأشيرات، كما ركّز على تقليص مدة دراسة ملفات طالبي تأشيرة الدخول إلى الأراضي البريطانية بالنسبة للجزائريين من 21 يوما إلى 15 يوما فحسب، مبديا اعتزام مصالحه إلى تقليص المدة مستقبلا إلى عشرة أيام فقط. وألّح هندرسون في تصريحه للإذاعة الوطنية على أنّ السلطات البريطانية باتت تحث رعاياها على القدوم إلى الجزائر واتخاذها كوجهة سياحية واستثمارية، كما ثمن استرجاع الجزائر لاستقرار الذي تنعم به خلال السنوات الأخيرة، وكشف عن قرب زيارة وفدين من رجال الأعمال البريطانيين إلى الجزائر في شهري ديسمبر وجانفي المقبلين، حيث الوفد الأول بالجزائر في الثامن ديسمبر القادم، على أن تعقبه زيارة بعثة ثانية في العشرين جانفي 2011، وذلك قصد التطرق إلى فرص تعزيز الاستثمارات البريطانية في قطاعات منتجة في الجزائر، حيث أشار إلى الاهتمام الكبير لما يزيد عن عشرين شركة في المملكة المتحدة من أجل تفعيل مشاريع تشاركية مع نظيراتها في الجزائر، مضيفا أن السوق الجزائرية توجد محل اهتمام العديد من الشركات البريطانية، كما تعتزم مؤسسة البناء البريطانية المشاركة بقوة في الصالون الدولي للعقار المزمع انعقاده بالجزائر الشهر القادم.وأعلن السفير البريطاني أنّ المرحلة القادمة وخاصة مع مطلع السنة الجديدة 2011 ستشهد سلسلة جولات لمسؤولين بريطانيين رفيعين إلى الجزائر، مشيرا إلى زيارة منتظرة لوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، فضلا عن زيارات أخرى لم يعلن عن تفاصيلها، في حين كانت الجزائر قد شهدت مؤخرا زيارة الرئيسة التنفيذية المساعدة بوزارة التجارة والاستثمار البريطانية سوزان هارد، وأكّد الدبلوماسي البريطاني أنّ قيمة المبادلات التجارية الثنائية تعدّت سقف المليار دولار، مشيرا إلى التواجد المكثف لرساميل بريطانية في الجزائر تحت غطاء الشركات متعددة الجنسيات التي باشرت استثمارات في الجزائر خاصة في قطاع المحروقات.ومن جهة أخرى أوضح المسؤول البريطاني أنّ قضية ترحيل المتهم الأول في فضيحة مجمع الخليفة رفيق عبد المؤمن، تسير بشكل طبيعي، حيث لفت إلى أنّ المجلس الأعلى للقضاء البريطاني سينظر قريبا في طعن خليفة بشأن تسليمه للجزائر.وكان نهار أمس قد شهد توقيع مذكرة تفاهم بين القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية والمركز الثقافي البريطاني بالجزائر، والتي تتضمن تكوين 6900 شاب جزائري خلال الفترة المقبلة في إطار برنامج "مواطنون نشطون".وفي هذا الصدد أشار القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم أنّ "مواطنون نشطون" هو برنامج تفاعلي يعمل من أجل ترسيخ قيم المواطنة وتجسيدها كواقع حقيقي، موضحا أنّه سيتم في مرحلة أولى تكوين 150 شابا عبر أربع دورات انطلاقا من الشهر القادم بالمركز الدولي للكشافة بسيدي فرج وبتأطير من خبراء جزائريين وأجانب، وذكر أنّ المنظمة الكشفية تستعد للموعد من خلال تكوين مكوّنين في الأردن ولبنان، وبعدها سيقوم الشبان ال150 بعد إتمام تكوينهم في مارس القادم بتكوين آلاف الشباب الآخرين وفق نمط "تكوين المكوّنين" وهو ما سيمكّن في فترات قادمة من تكوين 6750 شابا، ما يرفع إجمالي الشباب المُكوّن إلى 6900.وتوقّع بن براهم نجاحا كبيرا لبرنامج "مواطنون نشطون"، مستدلا بنجاح مشروع تفاعلي سابق سمح بتكوين 30 شابا قبل سنتين، وبرّر قائد الكشافة المشروع المستحدث بكونه يتناسب مع احتياجات المجتمع المدني، مشيرا إلى أنّ التركيز جار من أجل إنتاج شباب رائد ومتشبع بقيم المواطنة التي تعتبر قيمة مضافة بإمكانها إنضاج ثقافة المواطنة التي تحتاج إلى تطوير وتعزيز في الحياة اليومية للجزائريين، كما أنّ الاتفاق الجزائري البريطاني سيعزز حسب تعبيره المواطنة الفاعلة، من خلال ميلاد جيل جديد من الشباب الرّواد الذين سينهضون بإحياء قيم المواطنة بين الشباب في الجزائر التي تضمّ 12 مليون بين شباب متمدرس وجامعي، مؤكدا أنّ الهيئة الكشفية ستوفّر كافة الهياكل الخاصة بالتكوين، في حين يتكفل المركز بإحضار الخبراء والنقل وغيرها من التفاصيل.من جهته أشار مدير المركز الثقافي البريطاني بالجزائر جريمي جاكبسون، إلى أنّ مشروع "مواطنون نشطون" يهدف إلى إنتاج مواطنين مسؤولين وفاعلين، وكوكبة من الشباب الذين يتمتعون بالحس الاجتماعي والروح الجماعية، وتوقع أنّ المشروع سيحظى بنجاح كبير، وأنّ هذه الخطوة ستمهّد لتبادل نوعي للخبرات، فضلا عما تتيحه من تنسيق متكامل وشامل على المدى الطويل.وبهذه المناسبة أكد السفير البريطاني بالجزائر أن سفارته تدعم بقوة هذا البرنامج الذي وصفه بالنوعي والطموح، وأبرز قناعته أنّ المشروع المذكور سيساعد الشباب كثيرا في الجزائر،وللإشارة فإن برنامج "مواطنون نشطون" يشمل سبعة دول عربية بالإضافة إلى بريطانيا ويتوزع على مجموع ورشات تكوينية ومشروعات اجتماعية ومبادلات إقليمية ودولية، ويؤكد واضعو البرنامج أنه يمكّن المستفيدين منه من تفهم أفضل لمجتمعاتهم، حيث تم التركيز على انتقاء شباب متميز تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، وتكوينهم على معالجة وحلّ المشكلات الاجتماعية.