اعربت اسبانيا عن انزعاجها الشديد من التصريحات الاخيرة التي ادلى بها الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، و التي اتهم فيها اسبانيا بالتحامل على بلاده واتهامها بدعم نشاطات المنظمة الانفصالية (ايتا). وقال وزير الداخلية الاسباني الفريدو بيريز روبالكابا في مؤتمر صحفي، ان وزيرة الخارجية ترينيداد خيمينث نقلت حالة القلق والامتعاض التي اعترت اسبانيا للسفير الفنزويلي لديها، مضيفا ان تصريحات تشافيز الاخيرة غير مقبولة وغير مبررة. وأكد ان الحكومة الاسبانية تريد رغم ذلك مواصلة التعاون مع فنزويلا وتحسين ظروف العمل المشترك للقضاء على ايتا والقبض على جميع عناصرها الفارين من العدالة، مؤكدا ان اسبانيا تبذل جهدها لتعزيز التعاون مع ذلك البلد لمكافحة ظاهرة الارهاب. وكان شافيز قد اعلن في بيان له أول امس، رفضه القاطع لتصريحات عدد من الوزراء الاسبان خلال الفترة الاخيرة والتي تدين الحكومة الفنزويلية وتتهمها بالتواطؤ مع المنظمة الانفصالية (ايتا) ودعم نشاطاتها في فنزويلا باشراف أحد المسؤولين العاملين في وزراة الزراعة الفنزويلية. ووصف شافيز الاتهامات الاسبانية بالغامضة والمجحفة بحق الشعب الفنزويلي وحكومته مضيفا ان تلك الاتهامات ما هي الا محاولة لتبرير عدم قدرة الحكومة الاسبانية على مكافحة (إيتا) وتحميل مسؤولية ذلك حكومة فنزويلا التي ترفض ظاهرة العنف رفضا جذريا.مطالبا الحكومة الاسبانية بوقف هذه الاتهامات المغرضة والاعلام الاسباني بوقف حملته النفسية على حساب كرامة الشعب الفنزويلي. وكانت اسبانيا قد طالبت رسميا الحكومة الفنزويلية الاسبوع الماضي بتسليمها مسؤولا في حكومة تشافيز يشتبه في وجود صلة له بانشطة منظمة (ايتا) الانفصالية للتحقيق معه في مدريد واتهامه بارتكابه جرائم قتل وارهاب والتعاون مع (إيتا) وتسهيل أمورها في فنزويلا بالاضافة الى الاشتباه بعقده اجتماعات لتبادل الخبرات والتدريب العسكري بين القوات المسلحة الثورية الكولومبية و(إيتا). وأروتور كوبياس هو مواطن فنزويلي يشغل منصبا في وزارة الزراعة الفنزويلية منذ عام 2005 وكان اثنان من اعضاء (إيتا) الذين القي القبض عليهم سبتمبر الماضي في اسبانيا اعترفا أمام المحكمة الوطنية الاسبانية بأنهما تلقيا تدريبا عسكريا في فنزويلا عام 2008 بدعم منه مما ادى الى تصاعد التوتر بين الدولتين. يذكر ان مدريد طالبت كاراكاس أكثر من مرة بتسليم كوبياس الى القضاء الاسباني لكن فنزويلا رفضت تسليميه انطلاقا من كونه مواطنا فنزويلا وقالت انها بدات تحقيقاتها الخاصة بها في هذا الشأن، حيث مثل كوبياس امام القضاء الفنزيولي الاربعاء الماضي للادلاء بشهادته في القضية.