استنكر جمال عوض ناصر، سفير الجمهورية اليمنية لدى الجزائر، استخدام قضية الطرود المفخخة للتشهير والتحامل على اليمن من خلال حملة إعلامية غير مبررة. وقال إن عملية الكشف عن هذه الطرود لم يتم من خلال أجهزة الكشف في المطارات، وإنما عن طريق معلومات استخباراتية قدمت للجانب الأمريكي الذي بدوره أبلغ السلطات في الدول التي ضبطت بها هذه الطرود وأضاف السفير قائلا: كان من الأحرى بشركاء اليمن في مكافحة الإرهاب أن يقدموا هذه المعلومات لليمن أولاً حتى يتسنى لها ضبط تلك الطرود إن كان مصدرها الحقيقي هو اليمن، مؤكدا على أن هنالك اتفاقيات أمنية بين الجمهورية اليمنية وبعض الدول بما في ذلك المملكة العربية السعودية وبموجبها يتم تبادل المعلومات الأمنية بين البلدين. وأكد سعادة السفير بان المطارات اليمنية تخضع لإجراءات أمنية مشددة، ووفقا لمعايير الأمن والسلامة الدولية، ولا تألوا السلطات اليمنية المختصة من اتخاذ إجراءات مضاعفة في مطاراتها للحماية والأمن والتفتيش لتجاوز وتجنب أي إخفاقات. وقال إن اليمن يرحب وكما أكد ذلك مرارا الرئيس علي عبد الله صالح بأي مساعدات، سواء في مجال التأهيل التدريب أو مساعدات فنية وتقنية كالأجهزة الحديثة التي ستساعد على رفع كفاءة وأداء الأجهزة الأمنية اليمنية، وإن اليمن لن يقبل أي تدخل في شؤونه الداخلية، أو تواجد أجنبي على أرضية بأي شكل من الأشكال أو تحت أي ذريعة. أشار السفير في معرض حديثه مع إذاعة الجزائر الدولية، إلى أن تاريخ اليمن وحضارته وموقعة الإقليمي جعله محل جذب واهتمام، ولكن في الظروف الحالية أصبح الموقع الجغرافي والاستراتيجي لليمن هو الملهم للقوى الدولية لتكثيف أنشطتها تجاه اليمن. وقال إن الحملات والتصعيد الإعلامي والتضخيم للأحداث وتهويل حجم القاعدة يأتي في سياق تسعى من خلاله بعض الدول لتجد مبررات لتدخلها واعتقد أن أمر القاعدة مبالغ فيه لإيجاد ذرائع ومبررات للتواجد في المنطقة تحت ذريعة هذه الأحداث. وقال السفير إن اليمن لن يقبل بوجود قوات أجنبية على أراضية، ولن يسمح لأحد بأن يتدخل في شئونه الداخلية مؤكداَ قدرة قوات الأمن اليمنية على مكافحة القاعدة، وموضحا أنها حققت نجاحات كبيرة في هذا السبيل. وحول إيقاف بعض الدول استقبال الطرود اليمنية أو الرحلات القادمة من اليمن؟ أشار إلى أن ذلك يأتي في سياق رد الفعل المبالغ فيه وغير المبرر، وقال بان مثل هذه الحادثة حدثت كذلك في أثينا وبلغ أن وصلت الطرود إلى مكتب المستشارة الألمانية ولكن لم يعطى لها الضجيج والتهويل كما يحدث مع اليمن وهذا ما يبعث على التساؤل؟ موضحا أن اليمن تتعاون بشكل كامل مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، ولكن بعض الدول التي لها مصالح في المنطقة تسعى لإيجاد الذرائع والمبررات واستغلالها لأي حدث بما يخدم مصالحها وأجندتها، ولا أحد ينكر على هذه القوى مصالحها، ولكن الأسلوب المتبع لبلوغها.