عادت ظاهرة احتلال الأرصفة بشوارع مدن بجاية، وبالأخص بعاصمة الولاية، محدثة استنكار وسخط المارة. زيارة واحدة لمدينة بجاية ونظرة سريعة، ستجعلك تقف على الانتهاك الصارخ لمختلف القوانين، لاسيما من طرف أصحاب المقاهي ومحلات المواد الغذائية. فعلى طول الشوارع الرئيسية، توضع كراسي المقاهي على الأرصفة ومختلف السلع، سواء أكانت ألبسة، خضر وفواكه أو أثاثا منزليا. فيما كان من المفترض أن يكون الرصيف ملكا للمارة لتجنب حوادث المرور ومزاحمة السيارات، استولى عليه الباعة، معرّضين حياة المئات من الراجلين للخطر. وبحكم أن مدينة بجاية أكبر مدن الولاية وتشهد حركية كبيرة، أصبح لزاما على المواطن أو الزائر المرور بين رواد المقاهي، وحتى النساء أجبرن على المرور وسط رواد المقاهي. مشكلة الأرصفة بمدينة بجاية متفاقمة وكانت لمرات كثيرة محل انتقادات، لكن الوضع أخطر مما يبدو عليه، كون المارة أضحوا مجبرين على اختراق القانون بتجنب السير على الرصيف لتفادي الازدحام أو للهروب من عيون الجالسين بالمقاهي، والسير بوسط الطريق معرضين حياتهم للخطر. كما أدت الظاهرة إلى بروز ظواهر غير أخلاقية، كالتلفظ بكلمات بذيئة تجاه الفتيات اللواتي يضطررن إلى المرور بين المقاهي يوميا، وغالبا ما تكون طالبات الجامعة ضحية لهذه التصرفات غير الأخلاقية. وفي سياق متصل، أكد رئيس بلدية بجاية أن مصالح البلدية تقوم بإيجار هذه الأماكن لفائدة أصحاب المحلات، مؤكدا جهله للمشاكل التي تنجم عن الظاهرة كونه لم يتلق أي شكاوى من المواطنين. كما أشار إلى أن بلدية بجاية قامت بطرد كل الباعة المتجولين وأصحاب الطاولات الذين ارتفع عددهم منذ مطلع الدخول الاجتماعي بغرض تسهيل سير المارة على الأرصفة.