كيف يمكن للأحزاب التي لم تستطع أن تنزل حتى بوابيها للشارع لتهدئة الشباب من أجل استيعابهم في وعاء انتخابي في سنة 2012 ..؟ ولماذا تتكلم هذه الأحزاب عن الشباب في مناسبة وفي غيرها وتراهن على فاعليته وهي لا تحمل في طياتها من المناضلين سوى ما يمكن أن نسميهم " عباد عام تقيوس " الذين ما زالوا يؤمنون بالحزب و ممارسة " البوليتيك انتاع السياسة"، ويعتقدون أنه بفضل هذا سيسصلون، رغم أن شباب اليوم وجيل هذا الزمن يعرف أن القطار انطلق بالجميع وركب الموجة من ركب. أما النضال فتلك حكاية يضحك بها أصحاب دكاكين السياسة التي تسمى أحزابا على الناس، ولو نزل بعض الذين يتحدثون اليوم عن النضال إلى العاصمة وبحثوا بين 100 شاب ويسألونهم عن أي الأحزاب سينخرطون فيه ؟ الأكيد أنهم سيسمعون من أغلب هؤلاء الشباب ما لا يرضيهم من كلام أقل ما يقال عنه أنه يخدش الحياء، أما بقية الشباب فسينفجرون ضحكا، لا لأنهم لا يعرفون ممارسة السياسة، ولكن ممارسة السياسة بالنسبة للشباب وإن كان ربما نصفها كذب، فعلى الأقل نصفها الآخر أفعال، ولكن أحزابنا تفعل الكذب وتمارس الكذب حتى صارت هي تصدق كذبها، وأصبحت تتحدث عن الآلاف من الشباب الذين ينخرطون في صفوفها، رغم أن أكبر قيادي من الشباب في هذه الأحزاب لا يقل عمره عن 50 سنة. أما شباب الجامعات فليسوا سوى مناضلين برتبة نادلين يأتون بالقهوة للقيادة كمرحلة أولى لبداية النضال، ولكن هذه المرحلة الأولى تدوم إلى الأبد، لهذا يعزف الشباب عن السياسة ولا يحتمل الأحزاب السياسية ولا الوجوه التي تمثلها.