في مقابلة مراطونية دامت 120 دقيقة، فشل المنتخب الوطني الجزائري في اقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور النهائي من منافسات كأس إفريقيا للاعبين المحليين الجارية بالسودان، بعدما حسمت ضربات الترجيح، وبالتالي النتيجة النهائية للقاء لصالح المنتخب التونسي الشقيق بواقع أربع إصابات مقابل ثلاث، وهذا بعد نهاية الوقت الرسمي للمقابلة والوقتين الإضافيين على نتيجة التعادل الإيجابي هدفا لمثله. المرحلة الأولى من اللقاء عرفت أفضلية نسبية لصالح أسود قرطاج، الذين أفلحوا في فتح مجال التهديف في حدود الدقيقة العشرين، وذلك من كرة توغل بها الزوادي من الجانب الايسر وحولها عرضية وصلت الى قدم القصداوي الذي سدد الكرة على الطاير اسكنها شباك الحارس زيماموش، مسجلا بذلك الهدف الاول لبلاده، لكن في الشوط الثاني تحسن أداء لاعبينا بعدما أجرى المدرب بن شيخة بعض التبديلات على التشكيلة بخروج جاليت ودخول الحاج عيسى، ما جعل المنتخب الجزائري يستعيد التحكم في زمام الأمور من خلال السيطرة على منتصف الملعب وشن الكثير من الهجمات، لكن بلا جدوى إلى غاية الدقيقة 63 حين تمكن محاربو الصحراء من تدارك التعادل بواسطة هدف جميل بعد كرة صاروخية اطلقها عبد المؤمن جابو من مسافة بعيدة اسكنها شباك البلبولي. ورغم محاولات الجانبين لمضاعفة الفارق تواصل التعادل إلى غاية نهاية الوقت الرسمي، وكذا كان الأمر عليه طيلة مجريات الوقت الإضافي بشوطيه، لكن ضربات الترجيح وفي نهاية المطاف ابتسمت لصالح الأشقاء التوانسة بنتيجة أربع إصابات مقابل ثلاث. عموما وإن كان إقصاء المنتخب الوطني مر مرارة العلقم، إلا أن ما مرت به الشقيقة تونس في الآونة الأخيرة يجعلنا نبارك بكل روح رياضية للأشقاء "أسود قرطاج" عسى أن تنسيهم هذه الفرحة مرارة وقساوة ما عرفوه وما عاشوه من أحزان وآلام، ويبقى المستقبل كفيلا لكرة القدم الجزائرية بصنع أفراح أخرى، ومن جهة ثانية فالإقصاء لن ينقص أبدا من قيمة هذا المنتخب بالنظر لخبرة التوانسة الذين ضمت تشكيلتهم عدة لاعبين من المنتخب الأول الذي شارك في وقت سابق في نهائيات الكان 2010 وخاض العديد من المباريات الرسمية ضمن تصفيات كأس إفريقيا القادمة وعليه يبقى المطلوب من قبل الفاف وكل المعنيين بكرة القدم الجزائرية تجديد الثقة في هذه العناصر وتدعيمها أكثر فأكثر، لأن النتائج ستأتي حتما وإن لم تكن في القريب العاجل فستكون في القريب الآجل.