بين عشية وضحاها صار معمر القذافي مستباح دمه وعلى رقبة المشايخ ومن رأى منكم القذافي ما عليه سوى برميه بسهم في قلبه، أو ضربه بشاقور على رأسه الناشف، لا نريد أن نناقش فتاوى " الهوى " أو فتاوى الحقيقة، فلسنا أهلا لمناقشة الفتاوى أو الإعتراض عليها أو قبولها، لكن من حقنا التساءل والتعليق على مثل هذه الفتاوى، لأن القذافي بالأمس القريب كان الكثير ممن افتوا في استباحة دمه اليوم يأخذون الصور التذكارية معه ويقسمون معه " تورتة " الثورة، ويقولون له كل سنة وانت عقيد يا عقيد، ولا أحد عقب على كتابه الأخضر وما أهرقه من قبل من دم أحمر في بلاده او خارج بلاده، وكان القذافي في ايام زهوه حتى وان لم يسقط اليوم، مثال الزعيم المعشوق والمعبود، ولأنه يدر المال بلا حساب على زواره فلم يفتى حينها في استباحة دمه أحد، رغم أن العالم كان يعرف أن الرجل " مضروب بطاوة " والكل كان يعلم أنه يحكم بالكتاب الأخضر وليس بكتاب آخر، والكل كان يعلم أنه سجن وقتل وعذب وشرد ولا تكفي " الواوات " لنستمر في عد مساوئ العقيد المحصار بفتوى قتله وسلاح الشعب، والأكيد أن دماء كثيرة ستستباح لحكام آخرين حين يصيرون قاب قوسين أو أدنى من السقوط. أكثر من 40 سنة والعقيد يمارس الجنون ولكن لا أحد استباح دمه ولكن اليوم فجأة يخرج علينا المشايخ ليطلبوا من الناس قتل القذافي ليخلوا لهم وجه ليبيا .