يرى الكثير من المحللين ان مفتاح الفوز بالنسبة للمنتخب الوطني أمام نظيره المغربي في المباراة التي ستجمع بينهما يوم 27 مارس الجاري هي الإعتماد على سرعة المهاجمين في منطقة المنافس، وهذا بعد اكتشاف ان دفاع المنتخب المغربي ثقيل نوعا ما ويرتكب عدة هفوات وأخطاء، بل هذا الخط يعتبر نقطة ضعفه، وبالتالي ينبغي استغلاله من طرف المدرب بن شيخة بتكثيف تواجد المهاجمين بالقرب من المرمى، وينبغي كذلك إيجاد حل للعقم الهجومي الذي يعاني منه الخضر منذ مدة، حيث يعتقد هؤلاء ان نقاط قوة و ضعف الطرفين متباينة، فالمنتخب الوطني يعاني من ركود الآلة الهجومية والفشل الكبير في تسجيل الأهداف، في حين يملك خط دفاع قوي و متفاهم كما أن خط الوسط يلقى استحسان واسع من طرف مدربين كبار، ومن الجهة المقابلة تبقى نقطة قوة منتخب أسود الأطلس هي الفرديات اللامعة التي يملكها والقادرة على قلب الموازين في كل لحظة على غرار نجم أرسنال مروان الشماخ غير أنه يعاني من نقص الانسجام والضعف الدفاعي، إذ أن عدم تلقيه الأهداف في المباراتين السابقتين من التصفيات راجع بالدرجة الأولى إلى ضعف خط هجوم كل من تنزانيا و النيجر، حيث أهم ميزة بالنسبة لمدافعي المنتخب المغربي هي الثقل و عدم السرعة في التنفيذ. بن شيخة مطالب بربح معركة الوسط ومن جهة أخرى، فإن المدرب بن شيخة عليه المراهنة على حرب خط الوسط لأن هذا الأخير يعتبر المركز الحقيقي للعب و المنتخب الذي يسيطر عليه ستكون حظوظه أكثر للفوز، ولا يخفى على احد أن الثنائي زياني ويبدة يملكان إمكانيات كبيرة لقيادة اللعب في هذا الخط، حيث أن لاعب نابولي الإيطالي يعرف تألقا واضحا في الربط بين خط الدفاع والوسط في حين يعتبر زياني المايسترو الحقيقي للخضر في إمداد الهجوم بالكرات الضرورية، خاصة وانه يمتاز بحسن تنفيذه للكرات الثابتة والتوزيعات، وبدوره فسيكون لمهدي لحسن مهمة ثابتة وهي تكسير هجمات المنافس واسترجاع الكرات، إذ انه أثبت من خلال المباريات السابقة انه يحسن القيام بهذه المهمة بامتياز. ونظرا لكون أسود الأطلس يملكون لاعبين كبار في هذا الخط، فإنه من المنتظر أن تكون هناك معركة حقيقية في الوسط، لأن كل الهجمات تنطلق منه، لا سيما على الجناحين مع تواجد بودبوز من جانب الخضر وبوصوفة من المغرب. كل شيء متوقف على مردود خط الهجوم ويبقى الهاجس الأكبر الذي يتخوف منه الأنصار هو استمرار العقم الهجومي، حيث يؤكد الكثيرون ان الخط الأمامي للخضر هو النقطة السوداء الوحيدة فيه، وبالتالي فبن شيخة مطالب بتحريكه بالاعتماد على عدد اكبر من المهاجمين خاصة مع وجود زياية ، بودبوز، جبور و غزال، فلا ينبغي نسيان أن المنتخب الوطني لم يسجل أي هدف منذ مباراة ربع النهائي لكأس إفريقيا للأمم التي جرت في أنغولا، ولهذا فالمباراة هي بمثابة فرصة مواتية لطرد هذا النحس، لا سيما وأن كل المهاجمين الذين تم استدعاؤهم تمكنوا من التسجيل مع أنديتهم. أنصار "الخضر" معول عليهم لبث الحماس في اللاعبين وبعيدا عن الميدان، سيلعب الجمهور دورا بارزا في تحفيز اللاعبين، وهي النقطة التي يراهن عليها المدرب بن شيخة و أشباله أيضا، حيث في كل مرة يخرج لاعب بتصريح يوجه من خلاله الدعوة للأنصار من اجل غزو مدرجات الملعب لأنهم بحاجة ماسة إلى تشجيعاتهم، و من خلال الأصداء التي تصل من هنا وهناك، فإن محبي الخضر يحضرون بكل قوة وفي كل جهات الوطن للإستجابة لنداء اللاعبين خاصة وان المباراة تعتبر الفرصة الأخيرة للخضر، وقد عقد رفقاء زياني العزم على إعادة صنع الفرحة في الشوارع الجزائرية وإسعاد كل الأنصار، بل وقبل ذلك الرد على الذين يقولون إن المنتخب الوطني انتهى. أنصار المنتخب المغربي يعترفون بتميز لاعبي "الخضر" بالروح القتالية العالية وفي حديثهم عن موعد ال 27 مارس الجاري، يرى بعض أنصار المنتخب المغربي الذين ينشطون عبر المنتديات الرياضية أن نقطة ضعف المنتخب المغربي هي منصب الظهير الأيسر وكذلك الصعوبة الكبيرة التي يجدها المدرب في تحقيقي الإنسجام بين اللاعبين بحكم انهم لم يلعبوا جنبا إلى جنب لمدة طويلة. وفضلا عن ذلك، فيعتقد هؤلاء ان المنتخب الجزائري متميز بالروح القتالية للاعبيه عكس لاعبي أسود الأطلس، في حين فإن النقطة الوحيدة التي يتفوق فيها المغاربة على الخضر هي الفرديات. المنتخب المغربي يعود إلى أرضه مباشرة بعد نهاية المباراة قرر الجهاز الفني للمنتخب المغربي بقيادة المدرب البلجيكي إيريك غريتس التنقل إلى الجزائر عبر طائرة خاصة، وذلك منعا لإرهاق اللاعبين، وتم التأكيد على وصول منتخب أسود الأطلس يوم 24 مارس الجاري إلى الأراضي الجزائرية، وتم إخطار الجانب الجزائري بعدد أفراد البعثة الرسمية التي ستنتقل إلى عنابة والتي ستتكون من 50 فردا، أغلبهم من اللاعبين، فضلا عن الطاقمين التقني والطبي، إلى جانب بعض أعضاء الاتحاد المغربي لكرة القدم. وكشفت صحيفة "المغربية" أن منتخب أسود الأطلس لن يبقى في عنابة، بعد إجراء المباراة، كما كان مقررا سابقا، وأنه سيعود إلى المغرب بعد نهاية المباراة مباشرة. هذا، وكان مقررا أن يقضي المنتخب المغربي في عنابة ليلة 27 مارس على أن يعود إلى المغرب في اليوم التالي للمباراة، لكن المدرب غريتس رأى أن يغادر الجزائر مباشرة بعد نهاية المباراة عبر طائرة خاصة.