أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري أن انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية لا مفر منه وأنه سيحدث تغييرا عميقا في الاقتصاد الوطني. وقال زياري خلال يوم برلماني حول انضمام الجزائر إلى هذه المنظمة نظم أمس بإقامة الميثاق أن هذا الانضمام سيحدث تغييرا عميقا في النشاطات الاقتصادية والتجارية على المستوى الداخلي وكذا مع الأجانب. واعتبر زياري أن الغرفة السفلى للبرلمان ستكون الهيئة المعنية أكثر من غيرها بهذا الانضمام الذي سيؤدي حتما إلى إعداد نصوص قانونية جديدة هامة وتكييف القوانين الموجودة. وألح رئيس المجلس الشعبي الوطني على ضرورة تسهيل الانضمام الذي ينبغي أن ينبثق "من قرار سياسي سيد"، وهو ما يستدعي حسبه تعميق الإصلاحات للانتقال من اقتصاد معتمد على النفقات العمومية إلى اقتصاد متنوع قادر على إنتاج قيمة مضافة عالية ونسبة اندماج معتبرة". واعتبر زياري أن الإصلاحات السياسية الجاري تطبيقها في الجزائر ستقرب بلادنا من معايير الديمقراطية الأكثر تقدما، وهو ما سيؤثر حتما على مفاوضات انضمام الجزائر إلى المنظمة.وأضاف "يعرف الجميع أنه لا مفر من انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية لأنه لا يمكننا البقاء خارج منظمة تضم غالبية دول العالم". ويشارك في اليوم البرلماني كل من الوزراء مصطفى بن بادة وزير التجارة وعبد الحميد تمار وزير الاستشراف والإحصائيات و محمد لقصاسي محافظ بنك الجزائر ورئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير بابيس وإدريس الجزائري سفير الجزائر لدى الأممالمتحدة وكذا المدير العام المساعد لمنظمة التجارة العالمية الجندرو جارا. ويهدف هذا اليوم البرلماني - الذي ينظمه المجلس الشعبي الوطني بمساهمة وزارتي التجارة والشؤون الخارجية - إلى "الإسهام في النقاش حول مسار انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة مع تقديم توضيحات حول الرهانات و التحديات و الصعوبات التي تواجه هذا الانضمام حسب المنظمين. محذرا من أي تأخير إضافي مدير عام منظمة التجارة العالمية تحث الجزائر على تعجيل انضمامها حثّت منظمة التجارة العالمية الجزائر على مضاعفة جهودها من أجل إتمام مفاوضاتها للانضمام إليها حسب ما قاله بالجزائر،امس الأربعاء مديرها العام بالنيابة ألجاندرو جارا خلال اليوم البرلماني الذي تناول مسألة انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية. انضمام الجزائر الى منظمة التجارة من شأنه أن يعود بالفائدة على جميع الدول العضوة بالمنظمة وبصفة أكثر على الجزائر، يضيف المتحدث ذاته، في حضور رئيس البرلمان الجزائري زياري وبعض الوزراء ومسيري بنك الجزائر،محذرا من أن أي تأخير إضافي بشأن الانضمام "قد يعرض الجزائر إلى مفاوضات أكثر تعقيدا بالنظر إلى ارتفاع عدد أعضاء منظمة التجارة العالمية"كما ان الجزائر حسبه لا ينبغي أن تبقى على هامش النظام المتعدد الأطراف العالمي بل ينبغي عليها أن تؤدي دورها على طاولة المفاوضات لمنظمة التجارة العالمية. و لدى تطرقه إلى مسار المفاوضات التي أجرتها الجزائر منذ سنة 1998 للتوصل إلى هذا الانضمام اعتبر انه "تم احراز تقدم منذ سنة 2005" مذكرا بأنه "تم توقيع 5 اتفاقات ثنائية لحد اليوم في حين أن الجزائر تواصل مفاوضاتها مع حوالي 12 بلدا آخر". وأضاف أن نجاح مفاوضات الجزائر ومنظمة التجارة العالمية يتوقف على إبرام هذه الاتفاقات الأخيرة. للتذكير، فان الجزائر قدمت طلب الانضمام سنة 1987 قبل مباشرة المفاوضات المتعددة الأطراف والمفاوضات الثنائية سنة 2002. ومنذ ذلك الحين ردت على أكثر من 1600 سؤال وشاركت في 10 جولات للمفاوضات يعود تاريخ آخرها إلى جانفي 2008. واعترف السيد خارا بأن الوقت الضروري لهذا الانضمام يختلف من بلد لآخر، مشيرا إلى ان "كل انضمام يختلف عن الآخر، بحيث أن انضمام جمهورية كيرغيزيا دام أقل من 3 سنوات في حين أن انضمام الصين دام أكثر من 15 سنة".