وقعت اشتباكات حادة أمس، بين الشرطة اليونانية وبين المتظاهرين امام مبنى البرلمان اليوناني بعد ساعات من بدء الاضراب العام الذي ضرب البلاد احتجاجا على خطة تقشف الحكومة اليونانية المزمع عرضها على البرلمان. وقالت مصادر اعلامية، ان المئات من الشباب المتظاهر رشق عناصر الشرطة بالحجارة،مما ادى الى اطلاق الشرطة للقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين.مضيفة أن المتظاهرين قاموا بتحطيم واشعال النار في السيارات المتواجدة أمام البرلمان اليوناني. يذكر ان النقابات في اليونان بدأت الثلاثاء إضرابا عاما يستغرق 48 ساعة، بعد ساعات من دعوة رئيس الوزراء جورج باباندريو برلمان بلده دعم خطة التقشف. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" انه احتشد آلاف من المحتجين في شوارع العاصمة أثينا بينما توقفت حركة النقل والمواصلات وذلك احتجاجا على زيادة الضرائب وعمليات التخصيص الكثيفة التي تتضمنها خطة التقشف. ونشرت السلطات أكثر من 5 آلاف شرطي في أثينا لمواجهة المتظاهرين ومنعهم من الوصول إلى مبنى البرلمان اليوناني. وقد حض رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو أمس الأول النواب على اقرار مشروع الموازنة المتعددة السنوات المطروح عليهم للدراسة، معتبرا انه "فرصة فريدة لبقاء اليونان على قدميها".معتبرا ان التصويت "فرصة فريدة لكي تقف الدولة على قدميها". ويعد تبني هذه الاجراءات التي يحتج عليها الشارع بشدة ضروريا لاستمرار الدعم المالي لليونان من قبل الجهات المانحة بالإضافة الى حصول البلاد على دفعة مالية اعتبارا من جويلية، وايضا لمستقبل منطقة الأورو. وقد اعلنت شركتا "اولمبيك اير" و"ايجيان" اليونانيتان للطيران انهما الغتا عشرات الرحلات أمس، غالبيتها داخلية وعدلتا مواعيد انطلاق عشرات الرحلات الى الخارج بمجرد صدور الدعوة الى الاضراب من المراقبين الجويين.فيما ستتوقفت الحافلات والقطارات اليوم في أثينا .كما من المتوقع ان تتاثر حركة الملاحة البحرية نحو الجزر اليونانية. ومن المقرر ان يجتمع وزراء منطقة الأورو في 3 جويلية المقبل لاعطاء الضوء الاخضر لدفع الشريحة الخامسة من القرض الذي منح لليونان في ماي 2010 وهي اساسية لتتمكن البلاد من الوفاء بالتزاماتها في جويلية وتسديد الاجور والرواتب التقاعدية. واذا لم يتم التصويت على الموازنة، ستجد اليونان نفسها امام خطر عدم التسديد خلال الصيف ما يمكن ان يرتب انعكاسات عالمية على الاسواق يرى بعض الخبراء ان تأثيرها سيكون اكبر من افلاس مصرف ليمان براذرز في سبتمبر 2008.