تباينت آراء الجمهور الرياضي حول البرنامج الذي قدمه أول أمس المدرب الجديد للمنتخب الوطني وحيد حليلوزيتشن، حيث تراوحت بين متفائل ومتشائم، فأنصار الفكرة الأولى، أكدوا أن المدرب البوسني بدا أكثر صرامة في حديثه مما يعني أنه يريد فعلا الذهاب بعيدا بهذا المنتخب خاصة عندما أوضح أنه لم يأت من أجل المال ولوكان همه ذلك لاختار العروض التي كانت أفضل من القيمة التي حددها له رئيس الفاف، كما أن النقطة التي أشفت غليلهم وأصابت الجرح هي عدم الاعتراف بالأسماء والنجوم كما حدث مع المدربين السابقين سعدان وبن شيخة، إذ سيقضي بذلك على "الشواكر" الذين اعتبروا أنفسهم لاعبين فوق العادة بمجرد مساهمتهم في وصول المنتخب الوطني إلى كأس العالم، ولكن مع هذا المدرب فالجميع سيكون في نفس الخط، كما أن سياسته ستفيد المنتخب كثيرا لأنه يعاني من مشكل التكتلات التي تحدث فوضى في كل مرة رغم محاولات بعض اللاعبين تغطيتها وتفنيدها، ويبقى الأهم من كل هذا هوالتطبيق الفعلي والميداني لهذه الأفكار، لأن الأنصار، ولوأنهم يبقون متفائلين بما قاله حليلوزيتش، إلا أنهم يتحفظون ريثما ينتقل إلى تجسيد تهديداته في الواقع. " حاليلوزيتش لن يغير شيئا لأن مشكل المنتخب الوطني لا ينحصر في المدرب فقط" ومن جهتهم، فإن المتشائمين، أخذوا الدرس من التجارب السابقة، حيث في كل مرة يتم تنصيب مدرب جديد على رأس الخضر إلا ويأتي بأفكار تغييرية يخيل للجميع بأنها ستقود المنتخب إلى مكانة مرموقة، لكن سرعان ما يتبين أنها مجرد فقاعات وكلمات موجهة للاستهلاك الإعلامي فقط، وذهب هؤلاء إلى أبعد من ذلك عندما أكدوا أن المدرب البوسني لن يغير شيئا وينهي مسيرته كسابقيه بالإقالة، حيث يروا أن مشكل المنتخب الوطني لا يكمن في المدرب وإنما هوأعمق ويحتاج إلى تغيير جذري وبعث سياسة جديدة، وقد وجهوا رسالة واضحة للصحافة المتخصصة لكي تتعامل مع هذا المدرب بموضوعية تامة دون مغالاة، حيث تنتقده عندما يخطئ وتشكره لما يصيب، دون جعله مدربا فوق العادة بمجرد تسجيل نتيجة إيجابية واحدة. " دعوه يعمل وبعد ذلك انتقدوه" ويرى فريق ثالث أن الوقت لم يحن بعد لانتقاد أومدح المدرب حاليلوزيتش لأن الحكم عليه من كلامه لن يجد نفعا، وبالتالي فالجميع مطالب بالتريث وانتظار نتائج عمله ميدانيا، ولهذا فقد تأسفوا لإلغاء المباراة الودية التي كانت مقررة أمام المنتخب التونسي يوم 10 أوت القادم بإيطاليا، حيث قالوا أنها كانت ستسمح لهم باكتشاف الوجه الجديد للخضر بلمسة المدرب البوسني، كما أكدوا أنه من الضروري تركه يعمل بهدوء وبدون تدخل في شؤونه لكي تتوفر الحجة بعد ذلك لانتقاده وحينها لن يجد مفر من الاعتراف وتحمل كامل مسؤولياته.