احتشدت دبابات القوات السورية أمس، على مشارف مدينة حماة وطوقتها، ما حفز السكان على إغلاق الشوارع لمنع تقدم محتمل للدبابات، ولا سيما بعد أن قتلت القوات السورية ثلاثة مدنيين في المدينة، أمس الأول، فيما انتقد نشطاء سوريون أمس إغلاق صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". ونقلت مصادر اعلامية أمريكية عن مصادر طبية إن من بين القتلى صبيا عمره 13 عاما ورجلا ألقيت جثته في نهر العاصي، فيما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سكان قولهم، إن الدبابات طوقت حماة بعد أن دخل مئات من جنود الجيش وقوات الأمن المدينة أمس في حافلات. وفي هذا السياق، نقلت مصادر اعلامية عن الناشط السوري عمر ادلبي في مدينة حماة أن هذه الأخيرة شهدت أمس، انتشارا أمنيا كثيفا جدا بمؤازرة من عصابات مدنية مسلحة مؤيدة للنظام دخلت إلى أحياء عديدة في منطقة حماة ونفذت عمليات اعتقال واسعة في صفوف الشباب الناشطين، مشيرا الى مقتل طفل صغير عمره 13 عاما في قرية كازو المتاخمة فورا لمدينة حماة. من جهة أخرى، نقلت شبكة "شام" الالكترونية السورية المعارضة عن شهود عيان قولهم إن رشقات نارية رشاشة أطلقت في مدينة الرستن في وسط سوريا وسمع دوي انفجارات فيها. ومدينة حماة التي تعد 800 ألف نسمة وتقع على بعد 210 كلم شمال العاصمة السورية، تعتبر منذ 1982 رمزا تاريخيا بعد قمع حركة تمرد لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس حافظ الأسد والد بشار الأسد ما أسفر عن سقوط 20 ألف قتيل. ودخلت قوات الأمن المدينة في محاولة لإعادة السيطرة عليها، وذلك بعد ثلاثة ايام من مظاهرة ضخمة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.حيث أشارت بعض المصادر، إلى أن هذه المظاهرة شارك فيها نحو نصف مليون شخص. وكان الرئيس السوري اصدر أمرا السبت بإقالة محافظ حماة بعد أن فشلت القوات الأمنية في منع واحدة من أكبر المظاهرات المعارضة المطالبة بالتغيير السياسي. كما افاد المرصد ان قوات الجيش السوري اقتحمت مدينة كفرنبل التابعة لمحافظة ادلب وتمركزت الدبابات على مفارق الطرق وانتشر القناصة على أسطح المنازل والمباني الحكومية في المدينة. الى ذلك، انتقد نشطاء سوريون أمس، إغلاق صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" التي وصفوها بأنها "الصفحة التي انطلقت منها كل صفحات الثورة السورية". وأوضح النشطاء أن "هذه الصفحة كانت يتابعها أكثر من ربع مليون متابع، وتعد مرجعا للكثير من وسائل الإعلام للحصول على الأخبار السورية"، خاصة وسط التعتيم الذي تفرضه السلطات. على صعيد آخر، قال احد مسؤولي لجان التنسيق المحلية قوات الامن السورية فتحت النار على مجموعة من السوريين الذين كانوا يحاولون الفرار الى تركيا مما ادى الى اصابة امرأة وطفلها وان نحو ستين شخصا وصلوا الى تركيا فيما القت قوات الامن القبض على العشرات وهو يحاولون النزوح الى تركيا. كما افادت الانباء ان قوات امن معززة بالدبابات اجتاحت مدينة "الضمير" الواقعة قرب دمشق وسط اطلاق كثيف للنار وانها القت القبض على عشرات الرجال. وبحسب مصادر اعلامية، يعتقد أن العديد من أعمال القتل التي شهدتها سورية خلال المظاهرات الأخيرة قد حدثت في محافظة ادلب الواقعة شمال غرب البلاد، حيث شنت القوات الأمنية حملة ضارية ضد المتظاهرين. وكان ما لا يقل عن 10 آلاف شخص فروا من تلك المناطق إلى جنوبي تركيا بعد الهجمات التي شنتها القوات الأمنية على مدينة جسر الشغور. ويؤكد ناشطون أن الجيش السوري كثف من عملياته في مدن كفرنبل وكفر رومة القريبة، حيث جرح ما لا يقل عن ستة أشخاص أمس الأول.