تعد بلدية سيدي هجرس بالمسيلة الواقعة على الطريق الوطني رقم 40 احدى اهم المحاور بالولاية ولها موقع استراتيجي متميز لتنوع التضاريس والاراضي بها، وكذا الموارد بانواعها فهي بمساحتها التي تفوق 558 الف هكتار منطقة فلاحية ورعوية بامتياز ان لاقت الاهتمام والعناية.بلدية سيدي هجرس بمختلف مناطقها وبتعداد سكاني يفوق 25 الف نسمة قادرة على رفع التحدي والرهان خاصة في الميدان الفلاحي ان نالت حقها من الاهتمام فيما يرتبط بتدعيم الانشطة المتاحة لمختلف الشرائح بها. البنية التحتية والصحة هاجس المواطن تحقيق الكثير من عمليات التنمية والتحول يبقى مرهونا ببلدية سيدي هجرس بالعديد من العقبات التي ظلت تجر عجلة النمو بهذه المنطقة والتي وقفت وراءها كثير المشاكل وعلى راسها المشكل الامني خلال العشرية السوداء وقد تضافرت العديد من الظروف لترسم للبلدية ديكورا يعكس حرمان اهاليها. وما زاد الطين بلة، انصراف المسؤولين عنها وحتى ممثلي الشعب من نواب في البرلمان بغرفتيه، فانعدمت بها ضروريات الحياة من قاعات للعلاج وكذا التوليد، الأمر الذي يستدعي تنقل المواطن الى عين الحجل وسيدي عيسى، اضافة إلى انعدام والنقص الكبير في التغطية بالشبكات المختلفة والانارة العمومية داخل النسيج الحضري. لا دعم فلاحي بالمنطقة و"القارصة" نموذج أكد لنا الكثير من الفلاحين، الموالين والمواطنين بسيدي هجرس الراغبين في خدمة الارض واستصلاحها ان مناطقهم لم تستفد الا بنسبة قليلة جدا من مشاريع الدعم الفلاحي التي انطلقت سنة 2000 ووجهت لها الدولة اغلفة مالية معتبرة ولعل منطقتي القارصة واولاد عيشة واولاد عمرة نماذج لخصوبة الارض وغناها وبالمنطقتين المذكورتين سدان صغيران لكنهما مهملان رغم غناهما بالماء وحتى الرخويات المتنوعة وهذا الى اشعار اخر وفي انتظار التفاتة من مسؤولي القطاع الفلاحي وحتى زيارة وفد الاتحاد الاوربي الى المنطقة مؤخرا لم تات بجديد. عزلة خلّفت البطالة والفقر يبدو للعيان ولأي زائر للمنطقة انها تفتقر للكثير من المرافق الحيوية، والتي لها دور كبير في دفع حركية التنمية بها فهي تفتقر لكل اشكال التسوق والخدمات، اذ لا تجد اثر سوق يومي ولا اسبوعي او محلات للتجارة او الخدمة الامر الذي رفع معدلات البطالة بالمنطقة ودفع بالعديد من الشباب الى الهجرة والافات الاجتماعية المختلفة وبات الفقر قضاءا محتما لجل العائلات التي لا بديل لها عن مساعدات المحسنين وذوي البر او المبادرات القليلة المنظمة من طرف القطاعات المعنية في مناسبات تعد على اصابع اليد كشهر رمضان او عاشوراء. المنطقة بحاجة ماسة إلى الدعم في مختلف القطاعات عكفت إدارة مديرية مسح الاراضي بولاية المسيلة في فترة سابقة على اجراء عملية مسح واسعة للاراضي بسيدي هجرس، الأمر الذي استبشر به الفلاحون خيرا، الا ان فرحتهم لم تكتمل لتاخر ظهور نتائجه وهم يرتقبون فبتاخره ينطلق سيناريو المعاناة من جديد للفلاحين والمواطنين على حد سواء ويضيف لهم مشكلا اخر لمشكل نقص المياه والسدود هناك. المرافق الرياضية منعدمة والشباب إلى أين... تفتقر البلدية لشتى انواع المرافق والهياكل التي من شانها جذب الشباب وتاطيره اذ لا يوجد بالمنطقة ككل سوى ملعبي ماتيكو وساحة غير مهياة اضافة لانعدام المرافق الثقافية وعدم تجهيز المكتبة البلدية المبنية منذ سنتين وهنا يرفع الشباب وممثلو الجمعيات مطالبا بضرورة الالتفات الى واقعهم في هذه البلدية المعزولة ومن بين ابرز المطالب ايضا للسكات شق وانجاز طرق حديثة والتفكير الجدي في التقليص من ارقام البطالة هناك كما يتمنى هؤلاء ونحن على مقربة من شهر رمضان الكريم ان تمنح الاعانات والقفة لجميع العائلات والاسر بدون استثناء لان جميعها في خانة الفقر والعوز، كما لا ينسى الدخول المدرسي وهو الاهم من اجل وضع حد لهاجس التسرب الذي اصبح ظاهرة في سيدي هجرس ترتبط بالفقر والبطالة.