اجتمع وزراء الخارجية في دول الاتحاد الاوروبي، أمس، في العاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة تطورات الثورات في العالم العربي، فيما يستعد الجيش السوري لاقتحام مدينة البوكمال على الحدود مع العراق.وذكرت تقارير اخبارية ان وزراء الاتحاد الاوروبي صعدوا من لهجتهم ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث طالب وزراء الاتحاد الرئيس السوري بإنهاء العنف والممارسات القمعية التي يقوم بها ضد أبناء شعبه، كما طالبوه باتباع منهج الإصلاح. إلى ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخراً بأن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته كان شخصياً بالرغم من أن الإدارة الأمريكية كانت تنوي تشديد لهجتها تجاهه. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المسؤولين، الذين لم تكشف عن هويتهم،ان كلمات كلينتون في الأسبوع الماضي عن ان الأسد فقد شرعيته وليس شخصاً "لا يمكن الاستغناء عنه" كانت ارتجالية وجاءت رداً على سؤال أحد الصحفيين. وأضافوا إن الإدارة الأمريكية التي كانت تكبح انتقادها العلني للرئيس السوري كانت تنوي تشديد لهجتها تجاهه، إلا ان قرار كلينتون بشأن استخدام كلماتها كان خاصاً بها. وأشار المسؤولون إلى ان كلمات كلينتون، وقرار السفير الأمريكي روبرت فورد زيارة معقل المعارضة السورية في حماه الذي كان بدوره غير مخطط له، دفعا الإدارة الأمريكية خطوة إلى الأمام حتى تعلن ان على الأسد أن يتنحى. واعتبرت الصحيفة ان مقاربة وزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى وجود انقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن الرد الأمريكي المناسب على قمع المحتجين في سوريا. وأوضحت ان بعض المستشارين السياسيين، وبينهم أفراد في فريق كلينتون، حذروا من التصريحات الحازمة التي تلزم أمريكا بسياسة تسعى لإزالة الأسد من الحكم. ويذكر أن السفير الأمريكي زار حماة ما دفع بمتظاهرين موالين للنظام السوري إلى مهاجمة السفارة الأمريكيةبدمشق. في غضون ذلك، افادت تقارير سورية أمس، بأن السفارة القطرية علقت أمس الأول أعمالها في دمشق إلى أجل غير محدد، بينما تستمر سفارتا الولاياتالمتحدة وفرنسا في إغلاق عدد من أقسام السفارتين بينها القسم الثقافي والقسم القنصلي. وبالتزامن مع الذكرى الحادية عشرة لأداء الرئيس السوري القسم كرئيس للبلاد، شارك مئات الآلاف من السوريين في مسيرة حاشدة مؤيدة للرئيس بشار في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، حيث أدوا خلالها يمين "الولاء للوطن". وقد انضم إلى المشاركين أيضا 400 امرأة قدمن من لبنان في مجموعة حافلات أطلقن عليها اسم "قافلة مريم" للتعبير عن وقوفهن "إلى جانب الشعب السوري في محنته". وميدانيا، قال ناشطون سوريون إن أكثر من 30 قتيلا مدنيا سقطوا في مدينة حمص السورية. وفي البوكمال الواقعة شرقي البلاد بالقرب من الحدود مع العراق، ذكرت التقارير أن أكثر من ألف جندي، مدعومين بالدبابات، يحصارون البلدة "استعدادا لاقتحامها" بغية استعادة السيطرة عليها بعد أن خرجت عن سيطرة الحكومة منذ يوم السبت الماضي. وذكر نشطاء على موقع "تويتر" أن آليات عسكرية وطائرات عمودية نقلت المزيد من الجنود إلى المدينة التي "أصبح الوضع فيها متفجرا بسبب قيام مجموعات إرهابية مسلحة بإشعال الاضطرابات في تلك المنطقة الحدودية"، حسب مصادر إعلامية.