هدد مئات من رجال القبائل الباكستانيةالولاياتالمتحدة بإعلان "الجهاد" ضدها إذا قامت بأي عمل يستهدف شبكة "حقاني"، في شمال وزيرستان على الحدود مع أفغانستان. وفي تظاهرة نظمها حزب "الجماعة الإسلامية"، أكبر حزب إسلامي في باكستان، تجمع عدد من نشطاء الحزب ورجال القبائل من المنطقة، تسلح بعضهم برشاشات "كلاشنيكوف"، في مدينة جمرود في منطقة خيبر القبلية على الحدود مع أفغانستان. ووفق مصادر إعلامية، فقد هتف المتظاهرون بشعارات معادية للولايات المتحدة، بعد تصريحات هذه الأخيرة بشن غارات على شبكة حقاني التي اتهمتها بتدبير عملية الهجوم على القوات الأمريكيةبكابول . وكانت حركة طالبان الأفغانية وفي خطوة غير معتادة قد أكدت سيطرتها الكاملة على أنشطة شبكة "حقاني"، داعيةً حكومة إسلام آباد إلى قطع علاقتها المزعومة مع الولاياتالمتحدة. ونصحت "طالبان" باكستان بوضع أولويات "الإسلام والوطنية" على رأس المصالح، ووضع ذلك "أمام السياسة الأمريكية ذات الوجهين". وبحسب صحيفة "دون" قال بيان لحركة "طالبان" الأفغانية: "ليس لنا قواعد في باكستان، ولا نحتاج أن نقيم خارج بلدنا". وأضاف البيان، أن طالبان تؤكد احترام جلال الدين حقاني (مؤسس شبكة حقاني)، ويتلقى جميع التوجيهات من زعيم الإمارة الإسلامية". وكان وزير الداخلية الباكستاني "رحمن مالك" قد أكد أن باكستان لن تقبل أي توغل في أراضيها تقوم به القوات الأمريكية لملاحقة جماعات مسلحة، وطالب واشنطن بتزويد باكستان بمعلومات المخابرات اللازمة للقضاء عليهم بنفسها. كما رفض "رحمن مالك" المزاعم الأمريكية عن أن المخابرات الباكستانية تساعد شبكة "حقاني" المرتبطة بطالبان أوتربطها بها صلة. وقال إن باكستان لن تسمح أبدًا بوجود قوات على أراضيها، وأضاف أن حكومة إسلام آباد تتعاون بالفعل مع الولاياتالمتحدة، داعيا الإدارة الأمريكية إلى احترام السيادة الباكستانية وأصر على أن إسلام آباد في حاجة إلى المعلومات المتوفرة لدى الولاياتالمتحدة وليس إلى قواتها للقضاء على المسلحين الموجودين داخل باكستان. واتهم الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة هذا الأسبوع المخابرات الباكستانية باستخدام شبكة حقاني في شن حرب "بالوكالة" على حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية في أفغانستان. وكان مالك نفى تورط المخابرات الباكستانية في الهجوم؛ مضيفا أن بلاده ليست لديها مثل هذه السياسة القائمة على الهجوم أوالمساعدة على الهجوم عبر القوات الباكستانية أومن خلال أية مساعدة باكستانية. من جهته، جدد البيت الأبيض، مطالبة باكستان بقطع أي صلة لها مع شبكة «حقاني»، وهي قضية تثير توترا كبيرا بين واشنطن وإسلام آباد. وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما: "عبرنا بوضوح شديد عن أرائنا على هذا الصعيد، ان شبكة حقاني مسئولة عن هجمات طاولت السفارة الأميركية في كابول وقوة إيساف".وأضاف، أنه على الحكومة الباكستانية أن تتخذ تدابير تهدف إلى الاهتمام بالعلاقات الموجودة" بينها وبين شبكة «حقاني».