تقع منطقة تقليعت على بعد 2 كلم عن مقر ولاية بجاية، ويقطن بها حوالي 1500 عائلة، وهي من الأحياء الجديدة التي برزت إلى الوجود سنة 1990 نتيجة النمو الديموغرافي والتوسع الجغرافي لعاصمة الحماديين، ومنذ ذلك الوقت دخل السكان نفق المعاناة إلى حد الساعة، بسبب النسيان من جهة والإهمال من جهة أخرى. وحسب أحد ممثلي جمعية أحياء تقليعت، فقد أكد أنهم بذلوا مساعي عديدة لدى المعنيين بالأمر وعلى رأسهم رئيس البلدية السابق والحالي قصد الاهتمام بمشاكلهم والبحث عن حلول تخرجهم من بوتقة التخلف والتهميش، لكن هذه المرة صمموا على التصعيد والاحتجاج، حيث انتقل أعضاء الجمعية إلى مقر بلدية بجاية وطالبوا الاجتماع برئيس المجلس الشعبي البلدي لطرح انشغالات السكان، هذا الأخير استقبلهم في مكتبه ووعدهم بالشروع في عمليات التهيئة في بحر هذا الأسبوع. طرقات مهترئة تتجلى معاناة سكان تقليعت أولا في الطرقات المؤدية إلى منطقة تقليعت، فهي لا تصلح حتى للماشية، كونها مملوءة بالحفر التي خلفتها أشغال توصيل قنوات المياه الصالحة للشرب وقنوات غاز المدينة، التي تتحول إلى برك من الماء بعد سقوط أولى قطرات المطر، وتتشكل الأوحال، وتنتشر فيها الأوساخ والأحجار وما يمكن أن تحمله مياه الأمطار والوديان، فتتحوّل حينها إلى مجرد منطقة بالية، يصعب تسميتها، ويجد السائقون صعوبة كبيرة في التنقل، وأغلبيتهم يتخلون عن سياراتهم ومركباتهم بسبب تلك الظروف، وحتى الراجلون هم بدورهم يعانون جراء ذلك. انعدام تام لكافة المرافق العمومية من أهم ما يميز منطقة تقليعت عن غيرها من مناطق الولاية، هو انعدام المرافق العامة بها، رغم الكثافة السكانية القاطنة في مختلف أحياء هذه المنطقة، حيث لا يوجد لا مدرسة ولا مركز صحي للعلاج ولا مركز بريدي، والسكان مجبرون على التنقل إلى مدينة بجاية لقضاء حاجياتهم المختلفة، الأمر الذي دفع بالجمعية للمطالبة من السلطات المحلية بالإسراع في إنجاز المرافق العمومية وبالتحديد الحيوية، وكذا تجسيد سياسة الدولة الرامية إلى تقريب الإدارة من المواطن والتأسيس لمفهوم الإدارة الجوارية، بهدف التخفيف من معاناة المواطنين ومنهم المرضى وكبار السن وذوو الحاجات الخاصة، كما أن ذلك يمكن أن يساهم في الاستقرار النفسي والاجتماعي بما يخدم التنمية المحلية. تلاميذ يقطعون 2 كلم مشيا يوميا يزاول حوالي 400 تلميذ دراستهم بالمدارس والمؤسسات التربوية، التي تبعد عن المنطقة ب 2 كلم، مما يزيد من معاناتهم بصورة مستمرة أمام انعدام النقل المدرسي ونقص في النقل اليومي، حيث أن تلاميذ السنوات الأولى والثانية ابتدائي هم الأكثر تعرضا للخطر بسبب عاملي البعد والظروف المناخية الصعبة في فصل الشتاء. أضف إلى ذلك تدهور شبكة الطرقات، مما يستلزم من الجهة الوصية التكفل بصورة جدية بمشكل هؤلاء التلاميذ، أولا بتوفير النقل المدرسي وثانيا بالإسراع في إنجاز مدرسة ابتدائية ومتوسطة والحيلولة دون تفاقم التسرب المدرسي وانعكاساته السلبية على المجتمع. انقطاعات متكررة للكهرباء.. والغاز حلم السكان الأول أخيرا وصل غاز المدينة إلى منطقة تقليعت، لكن دون أن يستفيد منه السكان إلى حد الساعة، ويبقى مشكل ربط العائلات بهذه المادة مطروحا لأسباب مجهولة، ويبقى حلم السكان قائما، فهم ينتظرون التجسيد على أرض الواقع، كما أن المعاناة تتوسع إلى الانقطاعات المتكررة للكهرباء ومما تخلّفها من أضرار على الأجهزة الكهرومنزلية وغيرها، وأحيانا يقل الضغط الكهربائي، فيدخل السكان بسبب ذلك في نفق الظلام إلى أن يعود النور من جديد إلى منازلهم. الوديان.. مفرغات للنفايات ومصدر للأخطار ما يزيد سوءا بهذه المنطقة هي الوضعية الحالية التي تتواجد فيها الوديان، حيث أنها مملوءة بتراكمات النفايات المنزلية، وبقايا الأتربة والحجارة ومخلّفات أشغال البناء، التي كثيرا ما تعيق مرور المياه، وخاصة مياه الأمطار، وهذه الأخيرة تفيض على الجوانب وتجر معها العوالق التي تسبب في تدهور شبكة الطرقات، وهي الوضعية التي تحتاج من الجهات الوصية الإسراع في تهيئة هذه الوديان وتغطيتها حتى لا تنبعث منها الروائح الكريهة، وتنتشر فيها الحشرات المختلفة، وخاصة الطائرة منها كالبعوض والناموس والذباب.