ستستفيد قريبا شريحة الطلبة الجامعيين المتخرجون حديثا والمتطوعون المنضوون في جمعيات وطنية ومحلية الذين ليس عمل، بالإضافة إلى شريحة واسعة من ممارسي المهن الحرة والحرف التقليدية غير المؤمّنين اجتماعيا من امتياز خدمات الضمان الاجتماعي، وهو إجراء استثنائي لأول مرة سيمكن شريحة واسعة من المجتمع من الاستفادة من خدمات التأمين. أعلن وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح عن مشروع مرسوم تنفيذي في طور الانجاز بغية تمكين عدة فئات من المجتمع غير مؤمنين لهم اجتماعيا، من الاستفادة من خدمات الضمان الاجتماعي. وأوضح الوزير أول من أمس الخميس لدى رده على سؤال شفوي في مجلس الأمة أن هذا المشروع يهدف إلى إعطاء صفة "المؤمّن له اجتماعيا" لعدة فئات من المجتمع غير المؤمّنين اجتماعيا قصد إعطائهم فرصة الاستفادة من خدمات الضمان الاجتماعي، من بينها التأمين عن المرض. ومن بين المعنيين من هذا المشروع أوضح الوزير الأشخاص المتطوعين العاملين في إطار البرامج المعتمدة ذات المنفعة العامة التى تقوم بتطبيقها الجمعيات والمؤسسات العمومية، وكذا الطلبة بعد نهاية دراستهم وقبل ادماجهم المهني. كما يخص هذا المشروع أيضا ممارسي بعض المهن الحرفية والتقليدية في المنزل كصناعة الحلويات التقليدية والخياطة وصناعة الخزف. وينص مشروع هذا المرسوم الذي يرجع سنده للقانون رقم 11 08 المؤرخ في 5 جويلية 2011 المعدل والمتمم للقانون رقم 83 11 المؤرخ في 2 جويلية سنة 1983 المتعلق بالتأمينات الاجتماعية على إمكانية حصول على "صفة مؤمن له اجتماعيا". وأكد لوح فيما يخص آفاق التغطية الاجتماعية التضامنية لفئة المعوزين غير مؤمنين اجتماعيا أنه تم الاتفاق بين وزارتي التضامن الوطني والأسرة والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي على مبدأ تحيين الاتفاقية المبرمة بين الطرفين بغرض تحسين نوعية الأداءات المقدمة لفائدة هذه الشريحة من المجتمع. وتنص هذه الاتفاقية على إجراءات تلزم المعني بإثبات صفته ك"معوز غير مؤمن له اجتماعيا" عن طريق بطاقة تسلم على مستوى المصالح المختصة المحلية التابعة لوزارة التضامن الوطني تفتح لهم فرصة الاستفادة من بطاقة مجانية الأدوية من طرف الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الإجراء. وبلغ عدد المستفيدين من بطاقة مجانية الأدوية من فئة المعوزين غير مؤمنين اجتماعيا المصابين بالأمراض المزمنة 52.742 مستفيد سنة 2011 اذ تم تسجيل انخفاضا في هذا العدد بحيث كان يقدر ب108.173 في سنة 2001. ويتضح أن الانخفاض في عدد المعوزين غير المؤمّنين اجتماعيا المصابين بالأمراض المزمنة يرجع أساسا إلى استفادة عدد معتبر منهم من صفة مؤمن له اجتماعيا تبعا لإدماجهم المهني أو لاستفادتهم من المنحة الجزافية للتضامن. ويستفيد هؤلاء المعوزين غير المؤمّنين المحصلين على بطاقة التضامن الوطني من نفس الحقوق التى يتمتع بها المؤمّنين اجتماعيا الآخرين كالتأمين عن المرض.