سيكون المنتخب الأولمبي اليوم على موعد مع مباراة الجولة الثانية من الدور الأول الخاص بالتصفيات الأخيرة لأولمبياد لندن 2012 أمام منتخب البلد المنظم، حيث وبالنظر إلى طبيعة المباراة " الداربي المغاربي" وكذلك المعطيات التي أفرزتها الجولة الأولى، فإنها لن تقبل القسمة على إثنين، فكل منتخب سيحاول إضافة النقاط الثلاثة لرصيده من أجل حسم أمر التأهل إلى الدور نصف النهائي مبكرا وبالتالي خطو خطوة كبيرة نحو المرور إلى عاصمة الضباب خلال الصائفة القادمة، فكلاهما فاز بالمباراة الأولى على حساب كل من السينغال ونيجيريا على التوالي ويقتسمان الصدارة بنفس الرصيد ونفس عدد الأهداف وبالتالي فالمنهزم في مواجهة اليوم قد تكون مهمته عسيرة خلال الجولة الثالثة من هذا الدور، ويبقى التكهن بالنتيجة صعب لكون المنتخبين يتطلعان إلى تسجيل نتيجة إيجابية وهذا رغم كون أسود الأطلس يتواجدون في أفضل رواق نظرا لاستفادتهم من عاملي الأرض والجمهور ولكن بالمقابل يتسلح الخضر بالإرادة والعزيمة التي طالما تحدث عنها المدرب عز الدين آيت جودي. حظوظ الخضر وفيرة والضغط سيكون على المغاربة ولا يمكن استبعاد فرضية فوز المنتخب الوطني بهذا الداربي نظرا لما أظهره رفقاء بن علجية في المباراة الأولى من روح جماعية وقتالية كبيرة وإلحاح على الفوز، كما أنه من الناحية النفسية يتواجدون في معنويات مرتفعة لأن دخول المنافسة بانتصار لديه دلالات عديدة ومن شأنه أن يزيد من حماس اللاعبين للعودة إلى الجزائر ومعهم تأشيرة المشاركة في الألعاب الأولمبية بلندن السنة المقبلة بعد غياب دام 32 سنة كاملة خاصة وان كل الجزائريين ينتظرون منهم هذا الإنجاز ليكون ثمرة العمل الجبار الذي قاموا به منذ بداية التصفيات، ومن جهة أخرى، فإن المنافس لم يظهر بتلك القوة التي تدعو للقلق والخوف، كما أن لعبه أمام جماهيره قد يكون سلاح ذو حدين، إذ أن الضغط سيكون مفروضا عليه للفوز وهوما قد ينرفز اللاعبين ويفقدهم تركيزهم باعتبارهم يمثلون البلد المنظم الذي يبقى المرشح الأول للتأهل إلى الأولمبياد. تركيز على الجانب النفسي وتصحيح الأخطاء الماضية هذا وقد حاول المدرب آيت جودي الوقوف على أهم الأخطاء التي تم ارتكابها أمام المنتخب السينغالي، حيث ركز عليها خلال الحصص التدريبية الأخيرة من أجل تفاديها في الداربي، ولعل النقطة المهمة التي أثارها هي الهفوات الدفاعية الكثيرة والتي كادت تكلف الخضر غاليا، وقد طالب بضرورة التماسك وتحقيق الانسجام لأن تكرار مثل تلك الأخطاء ستكون عواقبه وخيمة لأن المنتخب المغربي يملك عناصر هجومية قوية بإمكانها قلب الموازين في كل لحظة. وقد برمج الطاقم الفني حصة استرخائية صبيحة أول أمس من أجل الإسترجاع بعد مجهود كبير فيما جرت حصة أمس في الملعب الرئيسي الذي سيحتضن الداربي، حيث خصصها المدرب للجانب التكتيكي وشرح الخطة التي سيدخل بها المباراة وكذلك محاولة تطبيقها على الميدان من طرف اللاعبين.
آيت جودي: " الفوز بالمباراة الأولى منحنا ثقة أكبر وسنستغلها أمام المغرب" وعن الداربي المغاربي المنتظر، أوضح المدرب الأولمبي أن الفوز على السينغال ساعده كثيرا للتحضير في ظروف رائعة، حيث أبدى اللاعبون إرادة كبيرة في تسجيل نتيجة إيجابية، معولا على تحدي المنتخب المغربي أمام أنصاره، وهويدرك جيدا بأن المهمة لن تكون سهلة لعدة اعتبارات، وأكد أيضا بأن مباراة السينغال منحته وأشباله ثقة أكبر في بقية المشوار، " فريقنا أدى مباراة رجولية، ليس فقط لأنه فاز بها وإنما أيضا للأداء الجيد الذي قدمه اللاعبون من البداية حتى النهاية، الفوز سيمنحنا ثقة أكبر فيما تبقى من مشوار الفريق، كما سيساعدنا على تحسين مستوى الفريق"، وأضاف "قلت للاعبين في فترة الراحة بين الشوطين، من غير المقبول ألا نفوز بالمباراة، لأننا خلقنا العديد من الفرص، وسيطرنا على الملعب، كما أتت تعليماتي ثمارها في الشوط الثاني، أنا متفائل بالمستقبل". واعترف آيت جودي بأن تشكيلته قدمت بداية مثالية في البطولة من خلال الفوز في أول مباراة، حيث قال "قبل المجيء للمغرب قلت إن أحسن سيناريوهوالفوز بالمباراة الأولى، وهوما تحقق فعلا في انتظار التأكيد أمام منتخب البلد المنظم".
" غياب بن علجية وطواهري لن يؤثر على باقي المجموعة" وعلى صعيد آخر، قام الناخب الوطني بتحضير عدة عناصر إحتياطية من أجل تعويض غياب كل من طواهري وبن علجية، حيث ان الأول يعاني من إصابة تعرض لها في المباراة الأخيرة أمام السينغال بعد تدخل عنيف من احد اللاعبين، وقد عجز حتى عن المشي بسبب الآلام الشديدة مما جعل المدرب يستغني عنه في مواجهة اليوم وقد يغيب أيضا عن باقي مباريات المنافسة في حال تأهل الخضر، بينما يواجه الثاني عقوبة الحرمان بعد تلقيه إنذارين في مباراة السبت الماضي، ورغم ذلك إلا أن آيت جودي لم يبد أي تخوف رغم أهمية هذين اللاعبين، حيث أكد أن كل العناصر حضرت كما ينبغي لهذا الموعد وهي كلها في أتم الجاهزية، وقال في هذا الإطار " فعلا يعد غياب بن علجية خسارة كبيرة ولكني لا أظنه سيؤثر لوجود البديل شعلالي مثلا، فقد أتيحت له فرصا عديدة ولكن الحظ فقط خانه هذا من جهة ومن جهة أخرى لوكان بن علجية سيلعب لقاء المغرب فحتما كان المدرب المغربي سيفرض عليه رقابة لصيقة ويعطله. ومن جهته أكد الحارس سيد أحمد معزوزي أنه مستعد للحفاظ على شباكه نظيفة للمرة الثانية على التوالي، وذلك بعد الدور الكبير الذي لعبه في المباراة الأولى أين كانت لهجته شديدة تجاه المدافعين بسبب الهفوات التي وقعوا فيها، وبالتالي فإنه لم يكن فقط حارسا بل أدى أيضا دور الموجه والمرشد، وأدائه الرائع يمنح المزيد من الثقة لبقية اللاعبين ولذلك فإن المدرب سيمنحه الفرصة ليبرهن على إمكانياته.