أكد شانفيلار جيلاس، مدير دائرة الأبحاث والدراسات في شركة" لافارج الجزائر"، أن مناهج إنتاج واستغلال الخرسانة بالجزائر قطعت أشواطا معتبرة على صعيد النوعية والكمية، موضحا أمس خلال افتتاحه للمنتدى الدولي الثامن حول تكنولوجيات الخرسانة والذي ينظم هذا العام بنزل "الماركير" بالعاصمة، تحت شعار "حلول من أجل مشاريع بناء مستدامة" أن تجارب الاستثمار التي خاضتها الجزائر في قطاع مواد البناء عموما والاسمنت خصوصا، مكنتها من تعزيز قدراتها المحلية، وذلك عن طريق نقل التكنولوجيا بذكاء ومهارة، الأمر الذي بوأ الجزائر مكانة من بين الدول الكبرى عربيا وإفريقيا من حيث إنتاج الاسمنت والإضافات الكيمائية الملحقة. وقال شانفيلار جيلاس في مداخلته الافتتاحية لأشغال المنتدى الذي حضره أكثر من 40 خبير وإطار من شركة "لافارج" وعديد المهندسين والأخصائيين والأساتذة من معهد الهندسة المدنية بجامعة باب الزوار، إن تكنولوجيات إنتاج واستغلال الخرسانة قطعت أشواط مهمة في الجزائر، حيث شرع في التخلي عن المناهج الكلاسيكية في تسيير هذا القطاع تدريجيا منذ بداية تفعيل الاستثمارات المشتركة في الجزائر، حيث استفاد المتعاملون الجزائريون وكل المتدخلين في هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي من التكنولوجيات الجديدة لإنتاج واستغلال الخرسانة، خصوصا وأن المحيط العام للاستثمارات في قطاع البناء والأشغال العمومية، أصبح أكثر تحفيزا لرفع قدرات الإنتاج وتحسين النوعية ودعم برامج التطوير وترقية المنتج في مجال الإضافات الكيميائية لمواد البناء. من جهته، أشار دافيدو فيسي فيكتور، وهو خبير ومستشار في الدراسات والأبحاث في تقنيات البناء المضادة للزلازل، أن رهان قطاع البناء حاليا في الجزائر هو بلوغ مستوى أمان متقدم ضد التغيرات المناخية، موضحا أن الجزائر ومنذ زلزال بومرداس سنة 2003 قطعت أشواطا مهمة في هذا المجال، لكن ما يزال عمل كبير ينتظر المتعاملين الجزائريين في هذا المجال، على اعتبار أن الجزائر تتواجد في شريط زلزالي نشيط من الدرجة الأولى، مؤكدا أن مناهج تسيير واستغلال الخرسانة تلعب دورا محوريا في هذا المجال، مشددا على ضرورة تعميم التقنيات المستخدمة في مجال البناءات المضادة للزلازل. من جهتها، قالت عروج كريمة، وهي أستاذة محاضرة وباحثة في معهد الهندسة المدنية في جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار بالعاصمة، أن قطاع إنتاج الخرسانة في الجزائر بحاجة ملحة حاليا إلى تطوير إضافاته الكيميائية الملحقة، مشددة على المعايير البيئية والاقتصادية المعمول بها في هذا المجال دوليا، مؤكدة أن الإضافات المعدنية السليسوزية تنمح القوة للخرسانة بما يضمن استدامتها. وقالت عروج إن كل الأبحاث التي أجرتها على رأس فريق من معهد الهندسة المدنية، تثبت أن الإضافات الكيميائية الملحقة، أثبتت فعالياتها حسب نتائج التجارب التي تم إجراؤها في هذ المجال. كما قدمت خلاصة نتاج دراساتها في استغلال الرمال الكثبانية في تصنيع مواد البناء، دون أن تخوض في التفاصيل الدقيقة التي أرجأتها إلى الورشات التقنية المبرمجة في الفترة المسائية. من جانبها، شددت الخبيرة في التقنيات المضادة للزلازل السيدة دورباني سعيدة، أن السلطات العمومية مطالبة بالإفراج عن نصوص قانونية موحدة في مجال التقنيات المضادة للزلازل، تكون ملزمة لجميع المتدخلين في قطاع البناء والإنشاءات والهياكل القاعدية، لأنه لا يمكن أن يستمر الوضع سائرا على ما هو عليه اليوم.