يشارك ممثلون عن 36 ولاية في فعاليات الصالون الوطني الثاني للدمى الذي فتح أبوابه يوم الأحد بالجزائر العاصمة تحت شعار "الدمية عادات وتقاليد".ويهدف الصالون الوطني الثاني للدمى الذي تنظمه مديرية الشباب والرياضة والتسلية بالجزائر، إلى إبراز التراث الوطني والصناعة التقليدية والتقاليد وبالخصوص إبداع الشباب من خلال العالم المدهش للدمية رمز العمل اليدوي، حسب المنظمين. وجاءت التظاهرة بالتزامن مع العطلة الشتوية للمتمدرسين، ليفتح المجال أمام اكبر شريحة من جمهور هذه العروض الفنية للتمتع والاكتشاف من جديد، كما سيكون فرصة أيضا للهواة والمحترفين معا لتبادل الرؤى والآراء حول واقع ومستقبل هذا النشاط في الجزائر. وبالمناسبة، طالب الفنان بن شميسة قادة ومؤسس مسرح "الديك" لمدينة سيدي بلعباس، بضرورة إنشاء هيئة وطنية تختص بمرافقة الهواة ومساعدتهم في شق طريقهم نحو الاحتراف والخروج من الدائرة الضيقة التي لاتزال تقبع فيها الأعمال المسرحية "الڤاراڤوز"، والتي لا تزال رهينة المسرحيات الموجهة للأطفال. وأشار بن شميسة إلى ضرورة تشجيع هذا النوع من الفنون التي لا تقتصر على حمل التراث في تفاصيل السنة الدمى الممثلة ولا في صقل مواهب المسرحيين الذين يؤدون أدوارهم من وراء الستار، بل وتعنتي أيضا بإيصال رسائل هادفة تستطيع بحسب بن شميسة أن تؤثر في الكبار، كما تجذب صغار السن. واستشهد بن شميسة بالرواج الكبير الذي تحظى به حصص" القينيول الفرنسية " التي تتناول مواضيع الساعة، لا سيما منها السياسية، مشيرا إلى أن بدايات "الڤاراڤوز" الجزائري كانت تتناول الأوضاع المزرية إبان الاحتلال الفرنسي، وهو ما دفع هذا الأخير إلى منعها بالنظر إلى الرواج الذي حظيت به لدى الجزائريين آنذاك. وأوضح مولود ذو 22 ربيعا، أن المسرح لا يحظى بنفس الرواج الذي تتمتع بها أصناف أخرى من العروض الفنية، لا سيما منها الحديثة، إلا أن الأمر يستحق العناء "لم أكن اهتم بالأمر في البداية إلى أن اقتسمت تجارب العاملين في المجال، وهو جعلني شغوفا بهذا النوع، وأنا متواجد هنا لأتعلم طرق تسيير الدمى وتحريكها، وسأعمل على نقل تجربتي إلى زملائي في مسرح بجاية". وتهدف هذه الطبعة التي عرفت ارتفاعا في عدد المشاركين، إلى تشجيع الشباب الجزائريين على ولوج هذا الميدان الخصب من رسامين وفنانين ومصممي دمى، بالإضافة إلى أصحاب الحرف من الخياطين والنحاتين، وأشارت السيدةنوار حورية المكلفة بالإعلام على مستوى الصالون إلى أن مديريات الشباب والرياضة على المستوى الوطني ستعمل على إنشاء ورشات للمهتمين بهذا النوع من النشاطات من أجل توفير جو ملائم للمبدعين من أجل العمل على حماية الموروث الثقافي لكل منطقة.