مستغانم - يرى العديد من الممثلين والروائيين والمختصين في الفن الرابع المشاركين في الطبعة ال 44 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة الذي تحتضنه مستغانم من 21 إلى 29 جوان أنه قد سجل تحسن في نوعية النصوص والأداء المسرحي في هذه الطبعة مقارنة بالدورات السابقة. وقد أكدت الممثلة المسرحية حفيظة بن ضياف أن مسرح الهواة "لم يتوقف عن النمو والتطور" على اعتبار أن العروض أصبحت تتصف بالنوعية من حيث اختيار النصوص والأداء مضيفة أن "غالبية المسرحيات المعروضة تتميز بالإقناع والإمتاع وهما شرطان أساسيان في انجاز العمل المسرحي باستثناء بعض النقائص في الديكور والأداء". كما دعت إلى "تكثيف الورشات والدورات التكوينية لتحسين وترقية الأداء فوق الركح" مؤكدة على أهمية "فتح الأبواب للشباب الهواة وصقل مواهبهم وتأطيرهم". ومن جهتها شددت الممثلة والفنان نادية طالبي على ضرورة الاعتناء أكثر بهذه الشريحة الشابة التي تمثل خزان التمثيل الجزائري لما تمتلكه من طاقات "تحتاج للتوجيه". وأضافت نفس الفنانة أن هؤلاء الشباب والممثلين الهاوين برهنوا من خلال العروض أنه "ليس هناك فرق بين الفعل الهاوي والاحترافي في المسرح بدليل حبهم الصادق وتضحياتهم اليومية وتحمل الأتعاب من أجل ايصال الرسالة إلى الجمهور". كما اقترحت إنشاء مهرجانات جهوية لمسرح الهواة بغية تحسين الأداء المسرحي لهؤلاء الشباب الهواة قبل الولوج إلى عالم الاحتراف. وبدورها استحسنت الممثلة المسرحية دوجة عشعاشي "الاختيار الجيد" للنصوص المسرحية المشاركة في هذه التظاهرة وذلك من خلال اختيار مواضيع هادفة اجتماعية بالدرجة الأولى مشيرة إلى "تحسن أداء هؤلاء الشباب" ومستبشرة بمستقبل واعد من شأنه ترقية العمل المسرحي بالجزائر. وعلى صعيد آخر اعتبر الأستاذ الجامعي والمختص في فن المسرح الدكتور قادة محمد أن المستوى المسرحي بالجزائر "بحاجة إلى إعادة نظر" من جراء بعض الأخطاء والهفوات مبرزا أن "هناك طاقات شابة تصعد فوق الركح ولا تقدم شيئا مما ينعكس على التأليف والإخراج". و أضاف نفس المتحدث أن "هؤلاء الشباب بحاجة إلى تكوين تمثيلي ودرامي وجمالي إضافة إلى "ثقافة مسرحية" والتي تبدو "غائبة في بعض العروض المقدمة". وأشار أن بعض العروض المسرحية المدرجة في إطار المنافسة تقدم مواضيع رائعة ولكنها "تخفق في عملية التنسيق الجمالي" في العرض من حيث السينوغرافيا والديكور واللعب على الأضواء وكذا الأصوات الموسيقية. كما دعا الممثلين الهواة إلى "التفتح على المسرح العالمي من خلال مشاهدة عروض راقية وقراءة النصوص المسرحية والتكثيف من الورشات واكتساب ثقافة مسرحية للوصول إلى عمل فني راق". ومن جهة أخرى أكد بعض المشاركون أن المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم يسجل اختفاء بعض الفرق العريقة التي كانت تضفي نكهة خاصة على العروض على غرار فرق وهران ومليانة وقسنطينة بسبب نقص الموارد المالية أو ارتقائها إلى الاحترافية. وللتذكير تتنافس 14 فرقة مسرحية مشاركة في هذه الطبعة على جوائز أحسن نص مسرحي وأحسن إخراج وأحسن أداء رجالي ونسائي وأحسن سينوغرافيا فضلا عن جائزة لجنة التحكيم.