لا يزال سكان حي جنان السفاري والعافية التابعين لبلدية بئر خادم ينتظرون بفارغ الصبر مشروع إنجاز معبر علوي للراجلين للتقليل من حوادث المرور التي يتعرضون لها عند اجتياز الطريق السريع الغربي، حيث كان من المفترض أن يجسد منذ مدة، لكن وبمجرد أن وضعت مديرية الأشغال العمومية اللبنة الأولى للمشروع إذ بها تتلقى تقارير من المجلس الشعبي البلدي ببئر خادم ينص على ضرورة توقيف الأشغال، بحجة أن المكان غير مناسب لإقامته، الأمر الذي أثار استياء كبيرا في وسط السكان الذين يضطرون إلى مرافقة أبنائهم وإيصالهم الى مؤسساتهم التربوية الواقعة بوسط مدينة بئر خادم، خوفا من تعرضهم لخطر الموت، خاصة وأن هذا الطريق عرف عدة حوادث مميتة لم يسلم منها لا الكبار ولا الصغار في السن، وقد قام السكان ولمرات عديدة بمراسلة السلطات المحلية للاستفسار عن أسباب هذا التوقف الفجائي مطالبين بإعادة تفعيل المشروع من جديد، خاصة بعد أن تسربت إليهم أخبار مفادها أن تأثير النفوذ الكبير لصاحب الفيلا المقابلة لمكان إقامة المشروع هو وراء إلغاء إنجاز الممر العلوي، كون هذا الأخير يطل على مسبحه الخاص، وهذا ما ورد في الشكوى التي تقدم بها المواطنون للسلطات المحلية، واصفين ما يحدث بالأمر غير المعقول واللامنطقي إذ تفضّل المصالح الشخصية على المصلحة العامة، خاصة وأنها تتعلق بالمحافظة على حياة الناس، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل وتسوية هذه الوضعية التي أضحت غير قابلة للسكوت عليها. أما رئيس المجلس الشعبي البلدي لبئر خادم، فقد نفى أن تكون هذه هي الأسباب الحقيقية وراء توقف المشروع، وردّها إلى عدم ملائمة المكان الذي اختير لإنجاز الممر العلوي للراجلين، والقريب جدا من الجسر القديم، لذا قام هذا الأخير رفقة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس بزيارة ميدانية لاختيار موقع جديد يكون مناسب للمشروع بعيدا عن الجسر القديم، مضيفا أن مصالحه قامت بمراسلة مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر لإبلاغها بالموقع الجديد الذي اختاروه قبل أشهر. ومن جانب آخر، فقد كانت مديرية الأشغال العمومية قد انطلقت بالفعل في الأشغال الأولية للمعبر، لكنها أوقفتها بعد وصول التقارير من البلدية التي تشير إلى عدم ملائمة المكان، بالإضافة إلى الخطورة الكبيرة التي كان سيشكلها هذا الممر على المارة في حال ما إذا تم إنجازه، على اعتبار وجود طريق يؤذي إلى حي جنان السفاري، إذ أن العابرين عبر الممر سيجدون أنفسهم عند نهايته بهذا الطريق مباشرة، وهو ما يعرضهم للحوادث أيضا، وبدورها فمديرية الأشغال العمومية تنتظر التقارير الجديدة التي من المفترض أن ترسلها السلطات المحلية حتى تتمكّن من مباشرة عملية الإنجاز وينتهي مسلسل الرعب الذي أضحى السمة المميزة لحياة مواطني حيي جنان السفاري والعافية.